I believe in one thing only, the power of human will.

Let's live our only one life peacefully...lose this Heresies... free your selves ...there is no life after death .......
My MOTHER NATURE please forgive them!!!!!

Search This Blog

Saturday, February 20, 2010

الرسل والأنبياء مضيعةٌ للوقت- كما يقول القرآن

في البدء عندما انتشر الإسلام في يثرب ثم في مكة بعد الفتح، كان أغلب المسلمين أميين، فانبهروا بآيات القرآن وصدقوا كل ما قاله لهم محمد من قرآن وأحاديث، رغم التناقض الواضح في كثير من آيات القرآن ورغم غياب المنطق منه. وفي النصف الثاني من أيام الدولة الأموية ثم في الدولة العباسية ظهر أفراد وحركات شككوا في القرآن وناقشوا الآيات التي تناقض آيات أخرى، وتحدثوا عن الإرادة الإلهية مقابل الإرادة البشرية، وشكك بعضهم في العدل الإلهي الذي يقرر للناس إيمانهم أو كفرهم ثم يحاسبهم على ما فعلوا. وكانت حركة المعتزلة في مقدمة هذه الحركات التي ناقشت الإرادة والعدل الإلهي، رغم إيمانهم المطلق بالإسلام، فلاقوا العنت والذبح من الخلفاء بإيعاز من رجالات الدين
ولكن الدارس للقرآن دراسة علمية محايدة يجد أن القرآن يقول إن الإنسان لا يعتمد على الرسل والأنبياء ليقرر هل يؤمن أم لا، لأن الله هو الذي يختار للإنسان أن يؤمن أو يكفر. ولذا يصبح إرسال الأنبياء للناس مضيعةً للوقت ما دام الله هو الذي يقرر الإيمان والكفر، وكان بإمكان الله أن يستغني عنهم ويقرر باليانصيب مَنْ من الناس سوف يدخل الجنة ومن منهم سوف يدخل النار . ولو فعل ذلك لوفر على نفسه وعلينا إرسال 124 ألف نبي ورسول، كما يقول التراث الإسلامي. ولإيضاح هذا الافتراض نبدأ أولاً بالآيات المكية عندما كان محمد يحاول إقناع قريش بالمنطق، نجده يقول:
(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يُصعّد في السماء) (الأنعام 125). فالإيمان هنا ليس عملية بشرية وإنما قدر إلهي. من يشرح الله صدره يسلم ومن يجعل صدره ضيقاً لا يسلم.
ويؤكد القرآن هذه الحقيقة في قوله (ولو أنّنا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قُبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله) (الأنعام 111). فليس هناك من شك أن أي إنسان يرى الملائكة ويكلمه الموتى لا بد له أن يقتنع بنبوة محمد لكنه لا يستطيع أن يؤمن إلا أن يشاء الله، فمشيئته هو بنفسه لا تكفي.
ويزيدنا القرآن توكيداً فيقول لنا (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون) (يونس 100). فالإنسان، مهما اقتنع بحديث الأنبياء والرسل، يحتاج الإذن من الله لكي يؤمن.
وكذلك (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) (الأنعام 39). والصراط المستقيم في القرآن يعني الإسلام، والله هو الذي يختاره للعبد.
(من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا) (الكهف 17). فكيف يهتدي الإنسان وقد أضله الله؟
ويقول القرآن لمحمد (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل) (النحل 37). فرغم حرص محمد على هداية أعمامه وعماته، فإن الله قد أضلهم وأخبر محمد ألا يضيع جهده في محاولة إقناعهم. ولذلك لم يسلم من أعمامه العشرة غير حمزة والعباس (الذي أسلم قبيل فتح مكة) ولم تسلم من عماته الأربع غير واحدة
ثم يخبره مرة أخرى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) (القصص 56). فمحمد الذي أرسله الله هدى للناس لا يستطيع أن يهدي أحداً، بل الله يهدي من يشاء، وهو الذي إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.
(ولو شاء الله لجعلكم أمةً واحدةً ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء) (النحل 93). فمسألة الإيمان والهداية عبارة عن "لوتري"، الله يقرر من يهتدي ومن يضل.
(إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون) (يونس 96). فواضح أن الله قد قرر مسبقاً أن هناك أعداداً معينة من البشر قد قال فيهم كلمته قبل أن يخلقهم، وما دامت كلمته قد حقت عليهم فلن يؤمنوا حتى إذا أرسل لهم مليون نبي ورسول..
وقال الله عن القرآن (ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا) (الشورى 52). فما كل من يسمع القرآن سوف يهتدي به، الله يهدي به من يشاء.
ويقول (ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولا فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة) (النحل 36)
(وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) (الأعراف 43). فلا إيمان بدون هداية الله. بل يذهب القرآن أبعد من ذلك ويقول إن الله أخرج ذرية آدم كلها من ظهره قبل أن يُخلقوا وأخذ ميثاقهم ليعترفوا له أنه ربهم وليؤمنوا به (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا). ولا نعلم كيف إخذ الله ذرية آدم من ظهور أبنائه أو من ظهره (باعتبار أنهم حيوانات منوية) وجعلهم يشهدون، فالجنين لا يتكون إلا بعد أن يدخل الحيوان المنوي في البويضة ويلقحها. فهؤلاء الذين أخذهم الله من ظهور آبائهم كانوا أنصاف مخلوقات، ومع ذلك شهدوا بأن الله ربهم. وهذه مهمة مستحيلة حتى على الله، فنصف المخلوق لا يمكن أن يوجد، دع عنك نطقه بالشهادة. ولكن رغم هذه الشهادة قرر الله أن الإيمان بالرسل يخضع لمشيئته هو سواء شهد الحيوان المنوي أم لم يشهد
حتى الأنبياء والرسل لم يكن تحمّلهم الرسالات عن اقتناع وإنما بأمر إلهي، فهاهو يونس يقول (وأُمرت أن أكون من المؤمنين) (يونس 104). وما عليه إلا تنفيذ الأمر الإلهي. وربما لعدم اقتناعه بالرسالة قفز من المركب فابتلعه الحوت.
وحتى محمد لم يسلم من تلقاء نفسه وإنما أُمر بذلك (قل إني أُمرتُ أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين) (الأنعام 14). ويؤكد مرة أخرى (إنما أُمرتُ أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرّمها وله كل شيء وأُمرتُ أن أكون من المسلمين) (النمل 91). فمحمد كان من المحتمل أن يكون مسيحياً مثل معلمه ورقة بن نوفل، ولكنه أُمر أن يكون من المسلمين، فلا خيار له.
وهاهو شعيب يقول لقومه إنه لا يستطيع الرجوع إلى ملتهم إلا إذا شاء الله ذلك (قد افترينا على الله كذباً إن عدنا في ملتكم بعد أن نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله) (الأعراف 89). فشعيب ترك ملة قومه ليس عن اقتناع شخصي ولكن لأن الله نجاه منها، ولن يستطيع أن يغير رأيه ويعود لملة قومه، رغم تهديدهم له، إلا إذا شاء الله ذلك
وهناك من قرر الله أنهم لا يستحقون نعمة الإيمان فختم على قلوبهم وأفواههم وأسماعهم، فليس هناك أي أمل في نجاتهم لأنهم لم يعودوا يسمعون ما يُدعون إليه، وبالتالي لا يمكنهم أن يؤمنوا (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأؤلئك هم الغافلون. لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون) (النحل 108-109). وهذه عينه من العدل الإلهي. فهو قد طبع على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وجعلهم يوم القيامة خاسرين.
(وجعلنا على قلوبهم أكنّةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا) (الإسراء 46). فما هي الحكمة من محاولة محمد إقناع قومه إذا كان الله قد ختم على قلوبهم وجعلهم يهربون عند سماع القرآن؟
ولزيادة التوكيد يقول لنا (إنا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإن تدعوهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً) (الكهف 57). فالله قد قرر أنهم لن يهتدوا أبداً مهما حاول رسوله. فلماذاً إذاً بعث بالرسول؟
ويخبرنا القرآن أن الله قد خلق رجالاً ونساءً، لا ليؤمنوا وإنما ليملأ بهم جهنم (ولقد ذرأنا لجهنم من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أؤلئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) (الأعراف 179). فهؤلاء الناس لا يستطيعون أن يفعلوا إي شيء يدخلهم الجنة لأن الله قد خلقهم للنار وجعلهم كالأنعام لا يفقهون شيئاً. يقول القرطبي في تفسيره (خلق الله للنار أهلاً بعدله). ونعم العدل.
وللتأكيد يقول لنا القرآن (ولو شيئنا لأتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجِنة والناس أجمعين) (السجدة 13). فلو ترك الخيار للناس ربما آمنوا لكنه كان قد أقسم أن يملأ جهنم من الناس والجن ولذلك لا بد أن يمنعهم من الإيمان برسله حتى يبر بقسمه
وعندما هاجر محمد إلى يثرب وازداد عدد المؤمنين به الذين كان الله قد قرر لهم الإيمان، لم يخفف محمد القيود المفروضة على إرادة الإنسان، فقرآن المدينة يخبرنا:
(فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين) (الصف 5). فالذي يخطيء مرة واحدة ويتحول عن الإيمان، يزيغ الله قلبه فلا يهتدي أبداً.
(ختم الله على قلوبهم وعلى أسماعهم وعلى أبصارهم غشاوةً ولهم عذاب عظيم) (البقرة 7). فلم يكتفِ بالختم على القرشيين في مكة إنما ختم كذلك على بعض أهل يثرب وما حولها.
(ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً) (المائدة 41). فحتى الذين آمنوا قد يفتنهم الله فيرتدوا عن إيمانهم، ولذلك نجد موسى يحتج (قال موسى إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء) ( الأعراف 155). ففي النهاية نجد أن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء وليس مهماً أن يكون قد أرسل لهم رسلاً أم لم يرسلهم
(ما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) (التوبة 115). فالله في حكمته وعدله يهدي بعض الناس ثم يبين لهم ما يتقون، ثم يضلهم بعد أن عرفوا، لأنه عادل ولا يحب أن يضلهم قبل أن يعرفوا. والإنسان في كل ذلك كقطعة الشطرنج لا خيار له.
وفي تحدٍ واضح للمنطق، يقول لنا القرآن (وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم) (إبراهيم 4). هل هنالك أي منطق في هذه الآية؟ ما الفائدة من إرسال رسول بلسان قومه ليشرح لهم بلغتهم رسالة السماء ليفهموها حق فهمها ثم بعد ذلك يهدي الله من يشاء ويضل من يشاء؟ أين العقل الذي يحترمه الإسلام؟
وأما الذي يتخذ قراراً غير ما قرره له الله، فسوف يندم على ذلك (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون) (فصلت 17). فكيف تجرؤ ثمود على استحباب شيء غير الهدى الذي اختاره لهم الله؟ فالخيار هو ما اختاره الله فقط. ولذلك نسمع جموع المسلمين يرددون في مناسبات الموت أو الإصابة (الخيرُ في ما اختار الله).
وعندما تحدث القرآن عن بني أسرائيل وقولهم إنهم كفروا وإن قلوبهم غلف، قال القرآن إن الله هو الذي طبع الكفر في قلوبهم ولذلك لن يؤمنوا إلا قليلا (فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) (النساء 155).
وبما أن رسول الإسلام هو أعلم بالقرآن من غيره فقد شرح الإرادة لهم في الحديث (ما منكم من أحدٍ إلا وقد عُلم مقعده من الجنة ومقعده من النار، فقال بعض الصحابة: فيم العمل يارسول الله؟ فقال: إعملوا فكلٌ ميسر لما خُلق له، إما أهل السعادة وإما أهل الشقاوة) (صحيح مسلم). فكل إنسان محكوم عليه أن يعمل ما كُتب له في اللوح المحفوظ حتى إن كان شراً مستطيراً كالكفر بالله فيصبح من أهل النار لأن الله قرر ذلك.
ثم أكد ذلك بحديث آخر (إن الله قد قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء) (صحيح مسلم). فالله قد اختار مسبقاً من منا سوف يؤمن ويدخل الجنة ومن منا سوف يكفر ويُشوى في نار جهنم.
ولكن كعادة القرآن في التناقض نجده يقول:
(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ( الكهف 29). فكيف لنا أن نشاء الإيمان وهو قد ختم على قلوبنا وأبصارنا وأسماعنا وقال لنا لن تشاؤوا إلا أن يشاء الله؟
(من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل إنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) (الإسراء 15). منتهى التناقض والاطراب.
فهل من المعقول أم يكون هناك إله عادل في السماء يقرر للناس قبل أن يخلقهم أنهم لن يؤمنوا، ثم يرسل لهم رسلاً يكلمونهم بلغتهم ليفهموا ما يريده الإله منهم، وهو كان قد قرر مسبقاً أن بعضهم لن يؤمنوا وسوف يملأ بهم جهنم؟ منطق معوج كاعوجاع ذمم رجال الدين، خاصةً المسلمين منهم. لا شك أن العقل هو الإله.

Saturday, February 13, 2010

الحمير في الجنة


قالت تعالى في محكم كتابها الكريم:

وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) (الأنعام)

وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {هود/6}

ومع أن بعض المفسرين زعموا أن الحشر معناه موتها إلى أن الأصح هو أنها تبعث يوم القيامة لتحاسب على أعمالها، ، والدليل العلمي على ذلك الآيتين الكريمتين:

وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ {التكوير /5}

وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ { ص/19}

وورد في الحديث المحمدي الشريف: قال عبد الرزاق عن معمر ، عن الأعمش ذكره عن أبي ذر ، قال

بينما نحن عند الرسول إذ انتطحت عنزان ، فقال النبي : « أتدرون فيما انتطحتا ؟ » ، قالوا : لا ندري ، قال : « لكن الله يدري وسيقضي بينهما »

قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن "الله تعالى" ذكره (تعالى ذكرها ، تصحيح أبو لهب) أخبر أنّ كل دابة وطائر محشورٌ إليه. وجائز أن يكون معنيًّا بذلك حشر القيامة = وجائز أن يكون معنيًّا به حشر الموت = وجائز أن يكون معنيًّا به الحشران جميعًا ، ولا دلالة في ظاهر التنزيل، ولا في خبر عن النبي أيُّ ذلك المراد بقوله:"ثم إلى ربهم يحشرون" ، إذ كان"الحشر"، في كلام العرب الجمع، ومن ذلك قول الله تعالى ذكره: وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ [سورة ص: 19] ، يعني: مجموعة. فإذ كان الجمع هو"الحشر"، وكان الله تعالى ذكره جامعًا خلقه إليه يوم القيامة، وجامعهم بالموت، كان أصوبُ القول في ذلك أن يُعَمَّ بمعنى الآية ما عمه الله بظاهرها = وأن يقال: كل دابة وكل طائر محشورٌ إلى الله بعد الفناء وبعد بعث القيامة، إذ كان الله تعالى ذكره قد عم بقوله:"ثم إلى ربهم يحشرون"، ولم يخصص به حشرًا دون حشر. (من تفسير الطبري)

نستفيد إذن أن الحيوانات ستحشر وستحاسب يوم القيامة مثلها مثل البشر، وحديث الشاتان المتناطحتان لا يبقي مجالا للشك في هذا من قبل أي مؤمن بالله واليوم الآخر. ولبحث أوضاع الحيوانات في الجنة ساخصص هذا المقال، بعد الإتكال على الله سبحانها وتعالت، عن حال الحمير في الجنة. ونبدأ في الحمير لما لها من الفضل في القرآن الكريم ، فقد ذكرت في الآيات :

وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ {لقمان/19}

وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {النحل/8}

كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ {المدثر/50} فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ {المدثر/51}

أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {البقرة/259}

وقد نزلت الآية الكريمة بعد زيارة قام بها الرسول الكريم إلى زعيم المنافقين عبدالله إبن أبي إبن سلول:

وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الحجرات/9}

من الآيات والحديث ، يتبين أن الحمير ستشارك الآدميين المؤمنين في الجنة، ونبادر تحسبا للسؤال عن جنة خاصة للحمير، ووجه مشاركة الحمير ، وجميع الحيوانات الصالحة، للإنس والجن في الجنة، بأن القرآن يصرح بأن عرضها عرض السموات والأرض، ولهذا لن يكون هناك متسع لجنة من كل جنس. كما أن وضع الحمير في داخل سياج خاص يعزلها عن الأدميين يتعارض مع حرية الحركة في الجنة ، وهي من الحريات الأساسية المقررة بميثاق الأمم المتحدة. النتيجة التي لا يمكن الهرب منها هي أن الحمير ستشارك المؤمنين في الجنة ، وإن صح اجتهادنا (لنا أجران إن أصبنا وأجر واحد إن أخطأنا) فلنا أن نتأمل كيف سيكون حال تلك البهائم.

لا شك أن الله سبحانها وتعالت ستغير صوت الحمير من أنكرها إلى أجملها، وسيكون هذا جزاء لجنس الحمير على ابتلائه بأنكر صوت على الأرض، ولهذا أتوقع أن الحمير ستنهق في الجنة بصوت مثل صوت الفنان وديع الصافي للذكور وصوت فيروز للإناث. ومن المتوقع أن تقام حفلات ساهرة على ضفاف جيحون يحج لها الإنس والجن والحيوانات لسماع نهيق الحمير الجناوي. حيث ستنهق الحمير على أنغام الربابة البدوية – ستكون آلة العزف الوحيدة بسبب الإشكال الذي يسببه حافر الحمار – وستدبك دبكة الرفسة المشهورة.

الأمر الآخر الذي لا مفر من استنتاجه هو أن ذكور الحمير ستكافئ حسب قوانين العدالة في الجنة ، بإثنين وسبعين حمارة- حورية أو حمحورية كما يسمين في الجنة، تماما كمكافئة الإنس والجن. ولأن الجنة أرض العفاف، فسيمنح كل حمار قصرا فارها له إثنين وسبعين زريبة (غير زرائب الإستقبال) وسيكون في كل زريبة إثنين وسبعين مذودا من العاج المطعم اللؤلؤ والمرجان ، كي يمارس فيها صاحبها أصناف الوطأ والضراب في حمحورياته الإثنين والسبعين بمعزل عن عيون الناظرين.

من المؤكد أيضا أن الله ستخلع الخلع السندسية والإستبرقية الساترة للحمير ، وذلك لتغطية ذكورهم الطويلة المديدة، ومع أن هذا سيكون إجحافا وظلما من وجهة نظر الحمحوريات ، إلا أنه سيكون إجراء أمنيا ضروريا خوفا من تراها حورعين رجال المسلمين فينشزن عن رجالهن حسدا وغيرة. والأغلب أن تكون هذه الخلع على شكل ثوب طويل ، وليس بنطلون، لتمكن الحمار من الجري خلف حمحورياته أثناء انتصاب الذكر. ولأن كل شئ في الجنة أكبر وأقوى وأغلظ، فهناك اختلاف بين العلماء إن كانت الله ستطيل ذكور الحمير. والإشكال في هذا أنه من المعروف أن أي تطويل لذكور الحمير سيوصلها للأرض مما سيعرقل حامليها من البرطعة في حقول البرسيم الفاخر خلف حمحورياتهم. ومن ناحية أخرى، فستعلق إعلانات كبيرة وبحروف واضحة تمنع الرفس في الجنة ، وذلك تحسبا واحتياطا من غيرة الحمارات الدنيوية من الحمحوريات الجناوية.

ومن النعم الأخرى التي ستحظى بها الحمير في الجنة، مذكرها ومؤنثها، أنها ستحذى بحذوات من الدر والياقوت ، وستثبت في حوافرها بمسامير من الألماس ، وأنها ستمنح ألجمة من السندس المقوى ، وأرسنة من سلاسل الذهب والبلاتين.

ومن الأمور المهمة التي تثبت أن الله "ما خلقت هذا عبثا" ، أن الحمير ستمنح القدرة على الكلام باللغة العربية الفصحى ، وأنها ، مع الحيوانات الأخرى ، ستكون جيرانا وأصدقاء للإنس والجن في قصورهم ، ومن المشاهد المتوقعة بشكل إعتيادي ، أن يقبل الإنسي أو الجني عرض جاره الحمار بالركوب ، دون مهانة أو استغلال، وأن تراهما، الراكب والمركوب، ذاهبين للفسحة والبصبصة على ضفاف النيل العظيم ، وهما، أي الراكب والمركوب ، يتجاذبا أطراف الحديث حول آخر أخبار النار (أخبار الجنة ستكون مملة ولن تزيد عن أخبار الوطأ والنكاح).

Wednesday, February 3, 2010

القرآن والحياة العاقلة على الكواكب الأخرى

في عصر عولمة الثقافة اللذي نعيشه ، لا بد أن يكون أي نص ديني يدعي خضوع الكون بأجمعه لقوانينه وتشريعه نصا نظريا مجردا . وأي خروج عن التجرد النظري البحت سيوقع هذا النص في إشكالات ستنسف شرعيته من الأساس. ويمثل غياب التجردالغالب على القرآن ، وخصوصيته العربية ، أهم نقاط ضعفه. ومع أن المؤمنين بالقرآن يردوا بأن رسالة الله للبشرية كانت يجب أن تنزل لشعب ما ، وبلغة ذلك الشعب وعلى أرضه ، إلا أن القدسية المتشددة التي يلصقها المسلمون، ضرورة كما يعتقدون ، بالنص القرآني ، ووجوب التزام الشعوب الأخرى بتلاوة القرآن العربي، وأداء الطقوس الإسلامية باللغة العربية ، والإتجاه نحو أرض العرب، والحج إلى الكعبة الواقعة في أرض العرب ، تتناقض تناقضا تاما مع أي قول بكونية القرآن. وقد أدى التشدد الصارم في اعتبار أن القرآن كلمات الله عينها إلى جعله غريبا وعصيا على معظم المسلمين المعاصرين من أتباعه وحتى العرب منهم. والسبب الأساسي في هذا الإستعصاء والغرابة أن القرآن قد تجمد بخصوصية فريدة لعرب الجزيرة في القرنين السادس والسابع الميلاديين.

فموضوع خصوصية القرآن لا يقف عند حدود اللغة والأرض والشعب حامل الرسالة ، ولكنه يتعدى هذه الأمور إلى أمور تم تنظيرها وتجريدها ، بحدود متفاوتة ، في الكثير من الأديان الأخرى. فمثلا تكتفي الديانة المسيحية بالقول أن الحياة بعد الموت "تكون في صحبة الله" ، بينما يقوم نظام المكافائات للمؤمنين والعقوبات للمخالفين في الإسلام على أسس أرضية مادية مستقاة إلى حد كبير من بيئة عرب القرنين السادس والسابع الميلاديين الطبيعية والفكرية والمعاشية ، كالمكافئة بالنشاط الجنسي المستمر مع النساء والحور العين ، والجنان ذات الظلال والأنهار والطعام والشراب ، والعقوبة للكافرين بالتعذيب بالنار والتجويع.

وقد احتلت مسألة خصوصية النص القرآني مساحة واسعة من النقد الموجه للقرآن والإسلام ، وما يلي أمثلة على هذا النقد:

1- يتناقض نزول القرآن باللغة العربية مع مقولة عموم الرسالة للشعوب المتكلمة بلغات أخرى وإجبار هذه الشعوب على القيام بمناسكها باللغة العربية ، مما يؤدي إلى علاقة الفرد بالله عن طريق كلام لا يفقه معانية.

2- نزول القرآن في الزمان والمكان الذين نزل فيهما يتعارض مع العدالة للشعوب التي فصلت عن الرسالة زمنا ومكانا. أي كيف ستحاسب الشعوب التي لم يصلها القرآن إما لإندثارها قبل نزوله ، وإما لعدم وصول الرسالة إليها بسبب الفواصل الجغرافية.

3- تحديد الأماكن المقدسة في الإسلام بأمكنة في جزيرة العرب يصعب الوصول إليها (وقد يستحيل ذلك لبعض الأفراد أو الجماعات المسلمة).

4- تحديد مواعيد الصلاة والصوم تبعا لموقع الجزيرة العربية الجغرافي. وتشتد خطورة هذه النقطة فيما يتعلق بصوم شهر رمضان كلما بعد موقع المسلمين الجغرافي شمالا أو جنوبا.

وبدلا من الإعتراف بهذه الحقيقة ، قام المؤمنون بالقرآن على مر العصور ، بهدر مجهود فكري تزايد مع بعد الزمن عن تاريخ "نزول" الرسالة المحدمية ، محوره نفي هذه الحقيقة واختراع شتى الفنون الفكرية لإثبات صحة القرآن وصلاحيته لكل زمان ومكان.

ونحاول في هذه المقالة أن نبحث في التناقضات التي يفرضها احتمال وجود مخلوقات عاقلة على كواكب أخرى على النص القرآني.

يوجد حاليا شبه أجماع في الأوساط العلمية على احتمالية وجود كائنات عاقلة تساوينا أو تفوقنا ذكاءا على كواكب في أجزاء أخرى من كوننا الفسيح. ويتصاعد عدد هذه الكواكب إلى أرقام خيالية إن تم إثبات النظريات القائلة بتعدد الأكوان. وحتى لا نطيل في كيفية حساب هذه الإحتمالات ، نقول باختصار أنها مبنية على الحقائق العلمية التي اكتشفها علم الفلك بعدم خصوصية الأرض أو خصوصية النجم الذي تدور حوله (الشمس) ، وخضوع الكون بمجمله لنفس القوانين الفيزيائية والكيميائية السائدة على كوكبنا. وللتفصيل نرجع القارئ اللاديني إلى مقالات كارل ساغان وأمثاله من العلماء الطبيعيين ، أما الإخوة من المسلمين فيكفي أن نشير إلى أن الإعجازيين المسلمين المعاصرين يتفاخرون أن الآية القرآنية:

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ {الشورى/29}

كانت قد سبقت "العلم الحديث" بالكلام عن وجود الحياة في الكواكب الأخرى بأربعة عشر قرنا. ومع أننا نسجل رفضنا للتفسير التعسفي لهذه "الآية" فإننا سنقبل في هذا المقال التفسير الإعجازي لها وذلك حتى ندخل تواً في بحث التناقض مع القرآن الذي سينتجه وجود كائنات حية ذكية على أعداد كبيرة من الكواكب.

وللدخول في هذا الموضوع نبدأ من المقولة الإسلامية أن الله كامل العدالة ، وأن هذه العدالة تستوجبه أن يعامل كل مخلوقاته بالمساواة الكاملة ، وأن هذه المساوة تلزمه إرسال الرسل لهداية هذه المخلوقات العاقلة إلى حقيقة وجوده وإلى دعوتها لعبادته ، تماما كما فعل مع أهل الأرض. وبكلمات أخرى فإن وجود الإدراك والذكاء في هذه المخلوقات، يفرض أن تكون مكلفة بالعبادات والفرائض. بالمقابل، فإن هذه المخلوقات الذكية ستتسائل ذاتيا، تماما كما يحدث مع البشر على الأرض، عن خالق هذا الكون وعن معنى الحياة والقصد منها ومنتهاها ، ولهذا فإن الدين والفلسفة ستكون من ناتج سعيها في عوالمها، ونتيجة لذلك فإنه لا بد أن يخرج منها أفراد يدعون المقدرة على الأجابة على هذه الأسئلة ومن المحتمل أيضا أن يدعوا النبوة كما حدث عندنا في الأرض. بالإضافة إلى ذلك ، فإن فرضية أن هذه الكواكب تشبه الأرض تحتم أن يكون فيها تنافس وصراع على موارد العيش مما سيؤدي إلى وجود الظالم والمظلوم والبحث عن العدالة المثالية التي لا تتوفر إلا بفرضية الحياة بعد الموت. كما أن ظاهرة الموت ستشكل نفس الإشكال الفكري والعاطفي الذي نحياه يوميا على الأرض.

والقرآن بالنسبة للمؤمنين به هو كلام الله ، وللتأكيد على هذا المعنى نقول أنه عندهم ذات الكلام الذي "تفوه" به الله وأنزله عن طريق جبريل إلى نبيه محمد إبن عبد الله الذي بدوره أوصله لنا منزها عن الأخطاء . فالقرآن ، وعلى سبيل المثال، يختلف عن الإنجيل الذي يعد من غالبية المؤمنين به أنه رواية قصة المسيح كما رآها أو فهمها حواريه والقرآن عند المسلمين أزلي (على الأقل بعد سقوط مقولة خلق القرآن التي قال بها المعتزلة) وهو بالتالي نافذ الحكم وهو الحق المطلق في "كل زمان وفي كل الوجود" وفي كل الأكوان (إن حقا وجدت). وهذا يعني أنه يجب أن يكون صالحا في جميع أطراف الكون وفي جميع دهوره مثله مثل قوانين الفيزياء والكيمياء والقوانين الطبيعية الأخرى. وأي انتقاص في صحته وأحقيته سيكون انتقاصا من ذات الله ووحدانيته.

وتناقض وجود هذه "المخلوقات" الذكية مع مقولة أزلية القرآن وصلاحيته المطلقة في كل مكان وزمان ينتج عدد من الإشكالات ندرج فيما يلي بعضا منها:

اللغة: لأن القرآن "نزل" بلغة العرب فلا بد أن يتواجد على كل كوكب تعيش عليه كائنات حية ذكية شعب أو قبيلة تتكلم اللغة العربية "بالفطرة" وتفهمها بتطابق تام مع لغة جزيرة العرب السائدة في القرن السادس والسابع الميلاديين.

المشاكل الفنية و الزمنية: لو سلمنا أن الحياة الذكية لن تنتج إلا على كواكب شبيهة بالأرض من ناحية تواجد الظروف للحياة والمشابه لنفس الظروف على الأرض من نواحي الحجم والبعد عن شمسها (أي حرارتها) وتكوينها الكيميائي والفيزيائي، فإن هذا لن يزيل احتمالات وجواد أختلافات كبيرة أخرى مثل دوران هذا الكوكب حول نظام نجمي ثنائي (binary star system) أو أكثر من شمس واحدة بشكل عام. واختلافات تتعلق بمدة دورته حول شمسه (شموسه) وميلان محور دورانه حول نفسه ، وطول يومه ، وعدد أقماره ، وبيئة النجوم المحيطة به. هذه الإحتمالات تستوجب تغييرات لغوية أساسية في الآيات القرآنية كما نعرفها على الأرض.

وعلى سبيل المثال نعرض التغيرات التي يجب أن تحدث لبعض الآيات القرآنية التي تذكر الشمس في حال دوران هذا الكوكب حول نظام نجمي ثنائي ، وسنفترض أن لهذا الكوكب قمر واحد على الأقل وذلك لضرورة القمر في تثبيت محور دوران الكوكب المشابه للأرض.

1- فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ {ق/39}

تصبح:

فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمسين وقبل غروبهما، أو قبل طلوع الشمس الأولى وغروب الثانية ، أو قبل طلوع الشمس الثانية وغروب الأولى.

2- الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ {الرحمن/5}

تصبح:

الشمسين والقمر يحسبون (إن كان هناك قمر واحد)

والشمسين والقمرين يحسبون (إن كان هناك قمرين)

والشمسين والأقمار يحسبون (إن كان هناك ثلاثة أقمار أو أكثر).

3- وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا {نوح/16}

تصبح:

وجعل القمر (القمرين أو الأقمار حسب عدد الأقمار التابعة لذلك الكوكب) فيهن نورا وجعل الشمسين سراجين

4- وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ {القيامة/9}

تصبح:

وجمع الشمسين والقمر أو وجمع الشمسين والقمرين أو وجمع الشمسين والأقمار

5- إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ {التكوير/1}

تصبح:

إذا الشمسين كورتا

6- حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا {الكهف/86}

تصبح:

حتى إذا بلغ مغرب الشمس الأولى وجدها تغرب في عين حمئة رقم واحد ثم حتى إذا بلغ مغرب الشمس الثانية وجدها تغرب في عين حمئة رقم إثنين. (مدار الكوكب حول النجم الثنائي أكثر تعقيدا من هذه الصورة البسيطة ولكنا هنا نضرب أمثالا فقط)

7- وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا {الشمس/1} لاحظ أن إسم السورة يجب أن يتحول ليكون سورة الشمسين

تصبح:

والشمسين وضحاهما

أما موضوع القمر فإنه أيضا يجابه القرآن بالكثير من المشاكل اللغوية والعقائدية ، فمثلا كما كتبنا أعلاه يمكن أن يكون للكوكب أكثر من قمر ، أو يمكن أن تكون دورة القمر أطول أو أقصر من دورة قمر أرضنا مما سيخلق مشاكل تتعلق بصوم شهر رمضان وعدد أيام الشهر.

هناك أيضا مشاكل تتعلق بطول سنة هذا الكوكب ، فمن الممكن أن تكون سنته أطول وتقاس بأكثر من إثني عشر دورة قمرية أو يمكن أن تكون أقصر وتقاس بأقل من إثني عشر دورة قمرية. وهذا سيتناقض مباشرة مع آية القرآن : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ

المناخ العام للكوكب: سيتغير طقس الكوكب حسب تفاصيل مداره وبعد النجمين عنه وشكل مدارهما حول بعض. وهذا سيتعارض مع بعض الآيات مثل : رحلة الشتاء والصيف.

البيئة البيولوجية: يذكر القرآن الكثير من أنواع النباتات مثل التين والزيتون والأعناب والنخيل ، فماذا لو لم تكن موجودة على الكواكب الأخرى؟

بنية الكائن الذكي الفسيولوجية: ليس من الشرط أن تتطور الحياة الذكية بنفس الطريقة التي تطورت بها على الأرض. فليس من المستحيل أن يكون لها أربعة أيدي أو نظام عيون مختلف أو خرطوما للأكل وهذا سيتعارض مع الكثير من الآيات القرآنية التي تصف أجزاء الإنسان : أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ {البلد/8} وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ {البلد/9}

مقدرة الكائنات العقلية: بالرغم من المقولة المشهورة "أن العقل أعدل الإشياء قسمة بين الناس" فإن التفاوت الواسع في الذكاء موجود ومحسوس بين البشر وحتى بين أفراد العائلة الواحدة. ولهذا فإن القرآن الذي بين أيدينا يمكن أن يعتبر أنه يكون وجوبا قاسما مشتركا أدنى من ناحية متطلبات نصه للقدرة الذكائية لقارئه. فالإسلوب المنطقي والقصصي في القرآن يخاطب بسطاء الناس ولا يرقى بأي حال إلى الإسلوب المنطقي والفلسفي المعقد. ومن المحتمل ، بل من الأكيد أن الكائنات في الكواكب الأخرى ستتباين في درجة ذكائها ، وقد يكون هذا التباين عظيما بحيث يتوجب تنزيل كتب تخاطب الكائنات العاقلة حسب مقدرتها على الفهم والإستيعاب.

عمر النجم وفي حالة النظام الثنائي العمر الأقصر للنجم: وهذا يتعلق بموعد قيامة ذلك الكوكب ، على فرض أن الحد الاعلى لموعد القيامة هو قبيل موعد موت النجم وذلك ، وعلى سبيل المثال ، حتى لا تتلف القبور توافقا مع "الآية" ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم يبعثون. وإن صح هذا فإنه يعني أن هناك مواعيد لأيام قيامة وليس يوم قيامة واحد. وهذا قد يعني أن بعض الكواكب بالفعل قد شهدت قيامتها وأن سكانها بعثوا ويسكنون الجنة والنار حاليا.

الأشخاص المذكورون في القرآن: هل سيكون في هذا الكوكب أبو لهب ، وأروى بنت حرب (أم جميل حمالة الحطب) ، وزيد بن حارثة ، ومحمد ، وموسى وعيسى ومريم ؟ هل سيكون هناك دولة الروم ، وذو القرنين؟ ثم ماذا عن قصة الخلق من آدم وحواء؟ هل سيكون لهذا الكوكب أدمه وحوائه؟ وقابيله وهابيله ؟ هل سيكون عليه جن وجنيات يسترقوا السمع في سماء ذلك الكوكب كما يزعم القرآن أنه يحدث عندنا.

الأماكن المذكورة في القرآن: يذكر القرآن أسماء أماكن كثيرة مثل بدر ، وحنين ، ومكة ، ويثرب، وبيت المقدس ، ومصر، وسيناء ، وبابل، وأسماء جبال مثل أحد ، وعرفة ، والطور، وأسماء مبان مثل الكعبة والمسجد الأقصى، فهل سيحوي هذا الكوكب مثل هذه الأماكن والجبال وبنفس الأسماء؟

إذن لا مناص إن أردنا أن ينطبق النص القرآني على كل الكواكب التي تحمل الكائنات الذكية في كل مكان وزمان في كل أطراف الكون أن نفرض عليها من خلال القدرة الإلهية اللامتناهية إما شروط ضعيفة ، فعلى الأقل يجب أن يكون لكل من هذه الكواكب شمس واحدة مطابقة في خصائصها لشمس الأرض ، وقمر واحد بنفس خصائص قمر الأرض ، إضافة لكل خصائص الأرض الفيزيائية العامة مثل طول السنة ، وطول مدة مدار القمر حول الأرض، ونفس ميلان محور الأرض. كما يتوجب أن يكون في كل كوكب أماكن لها نفس جميع أسماء الأماكن في القرآن ، وأسماء جميع الشخصيات الموجودة في القرآن ، وينطبق هذا على جميع الأوصاف والأحداث الغير مجردة الموجودة في القرآن مثل أن يكون هناك كائنات يطلق عليها عرب كل كوكب أسماء الجمال والحمير والبغال والهدهد والعنكبوت والنحل والنمل وقسورة. وإما شروط قوية مثل أن تكون جميع هذه الكواكب نسخة مطابقة مطابقة تامة لكل شئ على الأرض حتى على مستوى الإلكترونات والبروتونات والنيوترونات للأرض . وبكلمات الفيزايئيين سيتوجب أن تكون الدالة الكوانتية لكل الكواكب متطابقة تماما مع دالة الأرض الكوانتية.

في كلتا الحالتين سيتوجب أن يكون لكل كوكب نسخة لأبو لهبه ، ولحمالة حطبه، ولمحمده ، ولفاطمته ، ولأبو جهله ولزيده بن حارثه. كما سيتوجب ضرورة أن يكون هناك نسخة في كل كوكب لأبو بكر ، وأحده، وجزيرة العرب، ويثرب. وأن يكون جماله وبغاله وثيرانه نسخ مطابقة لما عندنا على الأرض، وهكذا إلى آخر تفاصيل طبيعة الأرض والحياة عليها والأحداث التي حدثت عليها.

هذه الشروط سشتمل أيضا أن تكون كل الشموس لهذه الكواكب متطابقة من ناحية كتلتها وعمرها.

القيود الضعيفة على الكواكب وبيئتها ستنتج أسئلة جديدة: هل سينزل القرآن تزامنيا في جميع الكواكب؟ (لتسهيل الموضوع لن نتعرض للقيود التي توجبها النظرية النسبية وسنحذوا مثال الإسلاميين بأن نكنس كل هذه المشاكل العويصة بالقدرة الإلهية) إن كان الجواب بالإيجاب فإنه يتوجب أن يكون هناك جبريل لكل كوكب لينزل القرآن تزامنيا إلى كل محمد كل في كوكبه. وإن كان هناك جبريل واحد فإن هذا سيعني أن هناك فروق في زمن نزول الرسالة.

في حالة انطباق الشروط القوية ، سيكون السؤال الأول هو ما هذا العبث من خلق آلاف من نفس النسخ المتطابقة من كل هذه الكائنات والقرآن يقول : وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ {الدخان/38}

وستطرح أسئلة أخرى مثل هل ستجتمع آلاف النسخ من نفس الشخص في الجنة ؟ كيف سيتشاركوا في حور عينهم؟

من كل هذا، هناك ثلاثة مواقف يتوجب على المسلمين إختيار أحدهما.

الأول هو التمسك بمركزية القرآن في الكون والقول بأن الحياة الذكية في الكون نشأت فقط على الأرض، وهذا يضعهم في تناقض كبير مع التوجه العام للعلم الحديث الذين يحرصوا أن يتعلقوا به بأي طريقة ممكنة.

الإحتمال الثاني هو أن يتمسك المسلمون بمركزية القرآن وأحاديته في كل الوجود مع الإعتقاد بأن عليهم مهمة تبليغه للكواكب الأخرى في الكون مهما طال الزمن. وهذا الخيار يقرب كثيرا من المستحيل إذا ما أخذنا بعين الإعتبار العوائق المادية مثل حجم الكون الهائل ومحدودية عمر الإنسان والعوائق الذاتية الإسلامية المتمثلة بفشل المسلمين في نشر دينهم في كافة الأرض.

الإحتمال الثالث بالنسبة للمؤمنين المسلمين، وأستبعد أن يقبلوا حتى التفكير به، هو أن الآيات المتعلقة بالزمان والمكان والأحداث والإنسان في القرآن غير كونية وأنها تنطبق فقط على الأرض ، وأن لكل كوكب فيه حياة ذكية قرآنه المخلوق والخاص به. وهذا يعني أننا نعود إلى موقف مشابه لموقف المعتزلة بالقول أن القرآن مخلوق ، ولكن نتعدى هذا الموقف بالقول بأن معظم القرآن الذي بين أيدينا مرحلي ومحدود بالمكان والزمان الذي نزل فيهما وأنه على المسلمين أن يفصلوا فيه بين ما هو محدود بالزمان والمكان ويجتهدوا في تطويره وتغييره ، وأن يفصلوا ما هو مطلق على مستوى الكون كالله وأن يجتهدوا في حفظ ما يتفق مع المنطق والعقل من صفاته.

نهاية يمكن طرح السؤال بطريقة معاكسة: هل يستطيع الله أن "ينزل" قرآنا كونيا صالحا لكل زمان ومكان؟