I believe in one thing only, the power of human will.

Let's live our only one life peacefully...lose this Heresies... free your selves ...there is no life after death .......
My MOTHER NATURE please forgive them!!!!!

Search This Blog

Sunday, January 31, 2010

إتقان المصوبين في تسديد صلوات المسلمين

بحث وتأليف أبو لهب

مقدمة:

تقول جلت وعلت في كتابها الكريم:

قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ {البقرة/144}

وللتأكيد الرباني على أهمية هذه القبلة تعود جل جلالها في الآيتين 149 و 150 من نفس السورة لتقول:

وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {البقرة/149}

وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {البقرة/150}

ومع أن بعض الحاقدين على الإسلام قد استخدموا هذا التكرار الشبه حرفي في ثلاث آيات متتالية، كدليل على المصدر البشري للقرآن وكمثال على "جهل" "محريره" في كتابة الكتب، إلا أن مركزية المسجد الحرام في الإسلام وجعله بؤرة لركنين (الصلاة والحج) من أركان الإسلام خير رد على هؤلاء المغرضين. وقد ورد ذكر المسجد الحرام في ثلاثة عشر آية كريمة، منها الآيات الثلاث أعلاه ومنها ما يسمح للقتال وسفك الدماء فيه ، مخالفة وفضحا لتعنت وتخاذل الجاهليين من قريش عن إراقة الدماء فيه، ومنها ما يتعلق بالحج. ومع أن الرقم ثلاثة عشر لا يقسم رقم تسعة عشر، إلا أنه أيضا من الأرقام الصماء، ولا شك أن الأبحاث الرياضية من الإعجازيين الرقميين المسلمين، وفقتهم الله، ستكشف الكثير من الأسرار العلمية المعجزة الكامنة خلف استخدام هذا الرقم.

بعد أن تأملت في هذه الآيات الكريمة وتدبرتها من مختلف الإتجاهات، تجلى لي بوضوح، السبب الرئيسي والأساسي في تخلف المسلمين الشامل والذي نعيشه في هذا العصر. واتضح لي أن سبب التخلف ناتج عن أن الصلوات التي يؤديها ملايين من المسلمين كل يوم، تضيع هباء منثورا في الفضاء الخارجي،وذلك ببساطة لأن الغالبية العظمى منهم لا يولون وجوهم شطر المسجد الحرام كما أمرتنا الله سبحانها وتعالت في الآيات الكريمة المذكورة أعلاه. شكل 1 رسم توضيحي يثبت ما أعنيه في هذه الكلمات.

شكل 1: تولية الوجه شطر المسجد الحرام يجب أن يأخذ بالإعتبار كروية الأرض. وجود المصلي خارج المنطقة المحيطة بمكة يغير اتجاه مسار الصلاة ويجعلها تتبدد هباء في الفضاء الخارجي كما يتضح من الرسمات للمصلي الواقع على بعد تسعين درجة أو المصلي الواقع على بعد مائة وثمانين درجة من مكة المكرمة.

لاحظ من شكل1 أن تولية الوجه شطر المسجد الحرام متاحة فقط في المحيط الضيق حول مكة وأنه كلما بعدت المسافة، فكلما زاد تأثير تحدب الأرض الكروي ، وزاد الخطأ في تصويب الصلاة نحو الكعبة، مركز المسجد الحرام، وبيت الله العتيق. فمثلا، لو كان المصلي متواجدا على بعد تسعين درجة من الكعبة، وهي كما هو معروف مركز الأرض، لانحرفت صلاته بتسعين درجة عن الإتجاه المطلوب ولتبددت هباء في الفضاء الخارجي. وقد قمت بحسابات كثيرة أشارت إلى أن هذه النتيجة صحيحة حتى في بلاد قريبة من المسجد الحرام مثل اليمن والأردن والشام، والشكل رسم بهذه الطريقة لتوضيح أثر كروية الأرض عن طريق وضع شكل المصلي على بعد تسعين درجة ومائة وثمانين درجة من المسجد الحرام في مكة.

والسؤال الذي يطرح نفسه، ويجبرنا لمحاولة الوقوع على أجابته في الحال هو: وهل كانت الله لا تعلم أن الأرض كروية عندما أوحت بالآيات الكريمة؟ وللإجابة على ذلك لا بد من تدبر الآيات المتعلقة بشكل الأرض كما يوحيها الله لنا بإعجاز مبهر.

يقول جل وعلا:

أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {الغاشية/17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {الغاشية/18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {الغاشية/19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {الغاشية/20}

يتضح الآن من مساق الحديث أن تفسير هذه الآية الكريمة يتعلق بالطبيعة المحلية لمكة والأرض المحيطة بها. "فالأرض سطحت" تعنينا هنا أنه يمكن بنسبة تتناسب مع حجم بيئة جزيرة العرب أن نعتبر الأرض هناك مسطحة وأنه يمكن الصلاة بالإتجاه نحو الكعبة مباشرة وذكر ارتفاع السماء هنا يتعلق بأن الصلوات لها مجال معين في دقة إصابة هدفها، فوق الكعبة، حتى لو ارتفعت عنها قليلا، أما ذكر الجبال هنا فهو ذكر إعجازي هام ويتطرق إلى أنه بإمكان الصلوات أن تخترق حواجز الجبال المحيطة بمكة. وهذا طبعا في غاية الأهمية والخطورة لبحثنا هذا، لأنه يشير إلى أن طبيعة الصلوات طبيعة أثيرية تمكنها من اختراق الحواجز المادية من صخور ومياه وكل ما وجد في طبقات الأرض السبعة، وأنه لا يوجد حد أقصى لما يمكنها أن تخترقه. وهذه الحقيقة العلمية تتفق مع التفكير العقلي المنطقي بأن طبيعة الصلاة ليست مادية فليس لها كتلة تجعلها تتصرف كقذائف المدفعية أو الصواريخ البلاستيكية التي ينحني مدارها بتأثير الجاذبية الأرضية، كما يعتقد المصلون الذين يظنون أن تصويب صلواتهم نحو مكة سيتبع طبيعة الأرض الكروية لإيصال إلى هدفها في المسجد الحرام.

أما الآيات التي تتعلق بكروية الأرض فنجدها في قوله تعالى:

أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا {النازعات/27} رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا {النازعات/28} وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا {النازعات/29} وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا {النازعات/30} أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا {النازعات/31} وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا {النازعات/32}

ومع أن دحاها فهمت في السابق من كبار اللغويين العرب على أنها تعني البسط والتسطيح، إلا أن الأكتشافات العلمية الحديثة وإثبات كروية الأرض، أثبتت خطأ هؤلاء اللغويين وأن معنى كلمة دحاها هو التكوير وأن الله سبحانها وتعالى كانت تعني أن الأرض كروية، ولقطع الطريق على الشك وتعميم اليقين استخدمت هذه الكلمة لتشير إلى أن شكل الأرض إهليلجي وليس كرويا كما تم اكتشاف هذا حديثا. أما ذكر كروية الأرض بشكل مباشر فنجده في محكم الآية التالية:

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ {الزمر/5}

فكلمة التكوير هنا تقطع المجال أمام كل شكاك بأن الأرض كروية وبأن تولية الوجه شطر المسجد الحرام أثناء الصلاة يجب أن تتخذ هذه الحقيقة الكونية والجغرافية بعين الحسبان.

تثبيت إتجاهات الصلاة حسب أضاعها المختلفة وفي مواقع مختلفة من الأرض :

لتثبيت اتجاه الصلاة بشكل علمي، لا بد من الإستدلال عليه من الحركات المختلفة للمصلي. شكل 2 يوضح اتجاه الصلاة في مختلف مراحلها. ففي عملية الوقوف، يجب أن يكون وجه المصلي مواجه تماما للكعبة وعليه فإن الإتجاه يحدد بالسهم العمودي المنبعث من الوجه. الحركات التالية من ركوع وسجود وجلوس تتبع من هذا الإتجاه الأولي. ولهذا فإن اتجاه الصلاة أثناء الركوع يكون باتجاه سهم عمودي على أعلى الرأس، وفي السجود يحدد الإتجاه بسهم مواز للجسم ينطلق من بين منتصف القدمين، إلى ما بين الكوعين، ثم ينطلق من تحت الأنف نحو الكعبة. وشبه ذلك في وضع الجلوس كما يرد في شكل 2.

شكل 2: تحديد اتجاه الصلاة من تولية الوجه نحو المسجد الحرام ومن الأوضاع المختلفة لحركات الصلاة الأربعة.

ونحن أن طبقنا هذه الأتجاهات على مصلين متواجدين على بعد تسعين درجة ومائة وثمانين درجة من مكة المكرمة لتوصلنا إلى الأتجاهات الصحيحة كما في الأشكال التالية:

شكل3: الوضع الصحيح الذي يجب أن يتخذه المصلي أثناء الوقوف ليتمكن من الإتجاه شطر المسجد الحرام في أماكن مختلفة من الأرض.

شكل 4: الوضع الصحيح الذي يجب أن يتخذه المصلي أثناء الركوع ليتمكن من الإتجاه شطر المسجد الحرام في أماكن مختلفة من الأرض.

شكل 5: الوضع الصحيح لجسم المصلي أثناء السجود ليتمكن من الإتجاه شطر المسجد الحرام في أماكن مختلفة من الأرض.

شكل6: الوضع الصحيح لجسم المصلي أثناء القعود ليتمكن من الإتجاه شطر المسجد الحرام في أماكن مختلفة من الأرض.

وتفكير بسيط في الأشكال 3-6 والأخذ بالإعتبار أن المصلي يشعر فوق أرضنا الكروية أنه دائما يقف ورأسه للأعلى وقدمية للأسفل، ينتج الشكل التالي لأوضاع الصلاة الصحيحة:

شكل 7:

أولا: الرسوم الثلاثة العليا: الأوضاع الصحيحة لجسم المصلي أثناء الوقوف في حال تواجده في محيط مكة (الرسم على اليسار) ، على بعد تسعين درجة من مكة (الوسط) وعلى بعد مئة وثمانين درجة من مكة (الرسم على اليمين).

ثانيا: الرسوم السفلى: تمثل الأوضاع الصحيحة لجسم المصلي أثناء الركوع في حال تواجده في محيط مكة، وعلى بعد تسعين درجة من مكة (الوسط ) وعلى بعد مائة وتمانين درجة من مكة (الرسم على اليمين). من الواضح أن المصلي على بعد مائة وثمانين درجة سيجد نفسه (نفسها) في أصعب وضع يستحيل معه الصلاة دقيقة التصويب، فمثلا في وضع الركوع، سيتوجب على المصلي أن يقف على رأسه وأن يثني ساقيه (ساقيها) بزاوية مقادرها تسعين درجة وهو عمل يستحيل حتى على أقدر الرياضيين الروس، ولكن رحمتها التي وسعت كل شئ شائت ألا يكون هناك أرض في الجهة المضادة لمكة على سطح الأرض والتي هي جزء من المحيط الهادي، وللتذكير هذه رسوم توضيحيه لتكبير أثر كروية الأرض.

شكل 8:

أولا: الرسوم الثلاثة العليا: الأوضاع الصحيحة لجسم المصلي أثناء السجود في حال تواجده في محيط مكة (الرسم على اليسار) ، على بعد تسعين درجة من مكة (الوسط) وعلى بعد مئة وثمانين درجة من مكة (الرسم على اليمين).

ثانيا: الرسوم السفلى: تمثل الأوضاع الصحيحة لجسم المصلي أثناء القعود في حال تواجده في محيط مكة، وعلى بعد تسعين درجة من مكة (الوسط ) وعلى بعد مائة وثمانين درجة من مكة (الرسم على اليمين). من الواضح أن المصلي على بعد مائة وثمانين درجة سيجد نفسه (نفسها) في أصعب وضع يستحيل معه الصلاة دقيقة التصويب، فمثلا في وضعي السجود، سيتوجب على المصلي أن يقف على رأسه وأن يضم ساقيه (ساقيها) نحو جسمه (جسمها) وواضح أن هذا عمل في غاية الصعوبة.

إتقان المصوبين لصلوات المسلمين:

بعد التفكير العميق في هذه المسألة، وفقتنا الله سبحانها وتعالت إلى الحل الصحيح، وقد بدا لي في البداية أن الحل يكمن ببساطة في وضع عاكسات صلاة في مدارات ثابتة حول الأرض Geosynchronous Orbits تمكن المصلين من توجيه وجوههم نحوها وتقوم هي بدورها بعكس الصلوات إلى المسجد الحرام في مكة. ولكن الله بحكمتها المتناهين شائت لسبب لا نعلمه أن تمنع عنا هذا الحل السهل، ويفهم ذلك من عدم توفر أي مادة عاكسة للصلاة ولهذا فإن الحل يكمن بصنع آلات ميكانيكية تساعد المسلم في توجيه صلاته عبر طبقات الأرض مباشرة نحو المسجد الحرام في مكة المكرمة. الشكلين التاليين يوضحا الأفكار التي توصلت إليها، وبداية أرجو من الأخوة والاخوات الأفاضل أن يحترموا حقوق الطبع وأعلن للجميع أني تقدمت بطلبات براءة لهذا الإختراع. شكل 9 يوضع الجهاز بشكل عام وشكل 10 يوضح وضع الركوع لمصلي يبحر في سفينة يكون موقعها على مائة وثمانين درجة من مكة المكرمة. الجهاز سيمكن المصلي من توجيه صلاته نحو مكة بدقة متناهية وسيتم ذلك عن طريق ضبط موقع المصلي فوق سطح الأرض باستخدام الأقمار الصناعية، ثم إدخال زوايا الأضاع المختلفة حسب هذا الموقع. ويسهل فهم طريقة عمل الجهاز من الرسومات ولكن شرح عمله باختصار أن يقوم المصلي بتثبيت ضمادات مريحة حول كوعيه، وإليته وبطنه وركبتيه، ثم يضع قدميه في حذاء ذو عجلات ثم تقوم المكابس الهيدروليكية بتحويل جسمه في الوضع الصحيح. يتم كل شئ في الجهاز تحت سيطرة حاسوب سريع، يعمل بأوامر صوتية من المصلي، فمثلا تتحرك المكابس والعجالات أوتوماتيكيا عندما يردد المصلي كلمات الله أكبر، فتحوله من وضع الوقوف إلى الركوع ثم السجود وهكذا، كما أن الجهاز مبرمج لتذكر عدد الركعات وأوقات الصلاة ولهذا سيكون عونا للمصلين الذين يسهون عن عدد صلواتهم، وميزة مثل هذه ستكون قيمة جدا أثناء صلوات التراويح.

شكل 9: وضع المصلي أثناء التحميل في جهاز موجه الصلاة 1 (جميع الحقوق محفوظة)، الآلة الحديثة التي اخترعت لتصويب الصلاة نحو المسجد الحرام في مكة المكرمة.

شكل 10: وضع المصلي في جهاز موجه الصلاة 1 (جميع الحقوق محفوظة)، الآلة الحديثة التي اخترعت لتصويب الصلاة نحو المسجد الحرام في مكة المكرمة.

تصويب المساجد:

لصلات الجماعة في الإسلام وضع خاص ويتميز بفوائد جمة لا يمكن إنكارها. فصلاة الجماعة تؤلف بين قلوب المسلمين، وتوحد مجتمعهم وتكرس تعارفهم، وقد استجاب المسلمون عبر القرون لهذه الأهمية عن طريق بناء المساجد الباهرة ، والتي باتت بمنائرها الشامخة الرمز الأكثر تعريفا بالحضارة الإسلامية. ولكن هذه المساجد لم تصمم لإسباب تقنية لتصويب الصلوات شطر المسجد الحرام. الشكل التالي يعطي فكرة بسيطة عن كيفية تلافي هذا الخطأ المعماري وإدخال كروية الأرض في الحسبان عند بناء المساجد الحديثة.

شكل 11: تزويد المساجد بمبكابس هيدروليكية معقولة التكلفة (مقارنة بجهاز التصويب الفردي) للتصويب الجماعي لصلوات المسلمين

Sunday, January 24, 2010

الله ليس هو ( خالق الكون ) المسبب الأول


الرد على جميع الإستفسارات

لا يخدعونك يا مسلم...هناك فرق بين (خالق الكون) والإله الوهمي(الله) او أي إسم




كلمة (خالق الكون) تعني بحقيقتها تفسير السبب في وجود كل الأشياء الموجودة بالكون من مخلوقات بوجود خالقاً لها.....ولكن مؤلفين الدين الإسلامي يخلطون تعمداً بمعنى كلمة (خالق الكون ) بكلمة (الله) .... فكلما قالوا لك (خالق) جعلوك تعتقد إنه بلا شك أن المقصود هو الإلاه الوهمي (الله)...وهذا لعب على العقول ....فهم يشيرون إلى المخلوقات بأصابعهم ويتفاخرون بأنه لا بد من وجود خالق ثم يلصقون إسم الإلاه الوهمي (الله) مباشرة بهوية هذا الخالق ، فينخدع عقل المستمع لهم فيتوهم بأن كلمة خالق تعني الإلاه الوهمي (الله)!!!...وهذا المسلم المخدوع لم ينتبه لهذه الحيلة البسيطة بظاهرها والعظيمة بتأثيرها على عقله....لقد خدعوه بمعنى الكلمة....

و مثال على طريقة خدع مؤلفين الدين الإسلامي هو تكرارهم على مستمعيهم هذه الحجة :

البعرة تدل على البعير.. والأثر يدل على المسير.. فسماءٌ ذات أبراج.. وأرض ذات فجاج.. ألا تدل على الله الخبير؟

لاحظوا إنهم أستبدلوا كلمة (خالق) بإسم الإلاه الوهمي (الله)!!!!....مخادعين بهذه الحيلة عقل المستمع بأنه لا شك بأن كلمة (خالق) تعني إسم الإلاه الوهمي (الله)!!!....وهذا لعب على العقول ......فهم أستغلوا إثبات المخلوقات على وجود خالقاً لها ليكون إثبات لوجود الإلاه الوهمي (الله)!!!!

فالصواب أن يقولوا:

البعرة تدل على البعير.. والأثر يدل على المسير.. فسماءٌ ذات أبراج.. وأرض ذات فجاج.. ألا تدل على خالق ؟

ومثال آخر هو مانشاهده بالتلفاز بإستمرار ، فهم دائماً يضعون صور المخلوقات ويكتبون عليها إسم الإلاه الوهمي (الله) ، لينخدع العقل المشاهد ويدمج صورة هذه المخلوقات بإسم الإلاه الوهمي (الله) ويستنتج عقله بدون أن ينتبه بأنه لا بد لهذه المخلوقات خالق وإن هذا الخالق هو الإلاه الوهمي (الله)!!!!...فيصير (الخالق) و(الله) واحد!!

لذلك نلاحظ الكثير من المسلمين المخدوعين عندما يريدون إثبات وجود (خالق) يستخدمون بدلها كلمة (الله)، وهم لا يشعرون بوجود الفرق!!!

بل الكثير من المسلمين عندما يقال لهم (أن هناك فرق بين إثبات وجود خالق لهذا الكون ، وإثبات أن هذا الخالق هو الإلاه الوهمي الله).... يجيبونك بإستغراب (ماذا تقصد أن هناك فرق بين وجود خالق ووجود الله؟؟)....وبعد أن تشرح لهم الفرق تجدهم ينصدمون ويتخبطون بكلامهم!!

ما الفرق بين (الخالق) والإلاه الوهمي (الله)؟؟؟


هناك فرق كبير جداً.....فأي إنسان يستطيع أن يدعي بأن خالق هذا الكون كلمه ويعطيه إسم وهمي....فكلنا نستطيع أن نفعل مثل ما فعله محمد ونؤلف إسم خرافي لخالق الكون ونشير بأصابعنا على المخلوقات ونقول (إن إلاهي يتحداكم بأن تخلقوا مثل هذه المخلوقات) .....فأستطيع أنا الآن أن أقول لك (أن خالق الكون إسمه"بهاتن" ) وأدعي أنه كلمني ويأمركم بطاعته عن طريق تنفيذ ما أقوله لكم....فأأمر أنا بإسم هذا الإلاه الوهمي (بهاتن)....وأستطيع أن أفعل مثل ما فعل محمد وأقوم بالتباهي بالمخلوقات وأتحدى بها وأقول ( إن إلاهكم بهاتن يتحداكم بأن تخلقوا نحلة تصنع العسل...أو يتحداكم بخلق نملة )....وأستطيع أن أتباهى بالسماء والجبال والشمس والقمر والكون وما فيه ، وأستغل ذهول العقل البشري بعظمتها لألصقه بإلاهي الوهمي (بهاتن)..... ولكن ألا يجب علي أن أأتيك بالدليل الذي يثبت أن خالق الكون هو الإلاه الوهمي (بهاتن)؟؟؟؟....وألا يجب أن أثبت لك بالدليل على أن خالق الكون فعلاً كلمني؟؟؟؟....وهكذا محمد يجب أن يأتي بالدليل على أن خالق الكون هو إلاهه الوهمي (الله)....وهذا الدين الهندوسي يدعي أن خالق الكون إسمه (كرشن) وأنه نزل الأرض بنفسه وكلمته هي الكتاب الهندوسي المقدس (فيدا)...وهذا شأن جميع الأديان ...فكل الأديان تؤلف إسم وهمي لخالق الكون وتدعي أنه هو الذي خلق كل شيء!!!!


ولو تذهب إلى أكبر عالم دين وتتحدث معه بهذا المنطق البسيط الواضح وتسأله هذا السؤال (نعم هناك خالق ولكن ما هو الدليل على أن إلاه محمد الله هو هذا الخالق؟) فستكشفه وستجده يتخبط بالرد عليك وسيتهرب ويطلب منك عدم التفكر بمثل هذه الأمور ....إنها الحقيقة التي تبطل كل خرافات مؤلفين الأديان.....


إذاً كيف تثبت أن خالق الكون ليس هو الإلاه الوهمي (الله) ؟؟؟


هذا المنطق معكوس.... فمن يدعي ويزعم بأن إلاهه الوهمي هو خالق هذا الكون عليه هو أن يأتي بالدليل وليس العكس!!....فالمنطق الصحيح هو (البينة على من أدعى)، وتعني (من يدعي بشيء عليه هو أن يقدم الدليل على ما يدعيه)....وسوف أشرح هذه النقطة أكثر :

1- لو أقول لك أنا الآن إن هناك خالق واحد للكون وأسمه (بكشي) ويجب أن تعبده ...هل ستقبل بذلك؟؟؟...وإذا قلت لي :(أثبت لي أن"بكشي" حقاً خالق الكون) ....سوف أجيبك :(أثبت لي أنه ليس هناك إلاه إسمه "بكشي"، فأنت من أدعيت أن "بكشي" ليس خالق الكون الوحيد وعليك إثبات ذلك)....أليس هذا منطق معكوس؟؟؟...أليس أنا الذي يجب أن أثبت لك أن (بكشي) هو خالق الكون......وهكذا محمد يجب أن يثبت هو أن الإلاه الوهمي (الله) هو خالق الكون....

2- عندما يأتيني رجل أفريقي من الأدغال ويقول لي أن التمثال الحجري الذي يعبده هو خالق الكون ...فيكون هو الذي يدعي بذلك وعليه هو أن يثبته، وإن لم يقدر أن يقدم إثباته فيكون إدعائه باطل...وليس من المنطقي أن يقول لي هذا الأفريقي :(أثبت لي إن هذا التمثال ليس خالق الكون؟)....فكيف لي أنا أن أثبت أن هذا التمثال الحجري ليس هو الخالق...فبهذه الطريقة يقدر أي شخص أن يشير إلى أي شيء ويدعي إنه الخالق ...ولن أستطيع أن أثبت عدم الإثبات!!

3- عندما يأتيني رجل يدعي إنه رسول من الخالق ، فعليه هو أن يثبت إدعائه بأدلة وليس أنا...فكيف لي أن أثبت الغير ثابت؟؟


4- عندما يأتيك رجل من الهندوس ويقول لك إنه يؤمن بأن الإلاه هو( كرشن) ، فعليه هو إثبات ذلك...وليس أنا ...فكيف لي أن أثبت الغير ثابت؟؟

5- الصينيين عندهم إعتقاد بأنهم إذا أحرقوا أوراق النقود بالنار فإنها تصل لأرواح أقربائهم الموتى !!...فكيف أثبت لهم إن هذه الأوراق النقدية المحروقة لم تصل لأرواح الميتين؟؟...أليس هم الذين يجب أن يبينوا الإثبات بأنها تصل للأرواح ؟؟...

6- منطق (البينة على من أدعى) يعترف به الإسلام وهناك حديث صريح من محمد يقول فيه (البينة على من أدعى واليمين على من أنكر )...

7-والحكم القضائي بالعالم كله يعترف بهذا المنطق ....فلن تستطيع مثلاً أن ترفع قضية بالمحاكم القضائية، تطالب بها بمال من رجل وحجتك عليه هي فقط (إن هذا الرجل لا يستطيع أن يثبت بأنني لا أطالبه مالاً)... فالمحكمة لن تقبل أبداً بهذا المنطق المعكوس...وستطلب المحكمة منك أنت أن تأتي بالبينة والدليل التي تثبت بأنك تطالب الرجل المال لأنك أنت الذي تدعي بذلك...


ماذا عن المعجزات التي أتى بها محمد ليثبت أن خالق الكون هو الإلاه الوهمي (الله) ؟؟؟


محمد لم يأتي بدليل واحد يثبت فيه أن خالق الكون هو الإلاه الوهمي (الله)......وكل ما يسمى بمعجزات علمية هي أكاذيب في أكاذيب ، ولو تتحقق منها بالنت بعقل مجرد من العواطف والعصبية لوجدت إنها كذب في كذب ومن تأليف رجال الدين ليدافعوا بها عن خرافاتهم.....وبالأسفل ستجد روابط لمقالات مختصرة تكشف أكاذيب مؤلفين الدين الإسلامي (وجميع الأديان) على ما يسمونه بمعجزات محمد ، وعدم صلاحية الإنسان أساساً ليكون رسول لخالق الكون ،وعدم صلاحية عقل الإنسان أساساً ليختبره خالق الكون.....

1- خدعة (معجزة التنبؤ بالمستقبل) بالدين الإسلامي
خدعة التنبؤ بالمستقبل هي أسهل خدعة عند مؤلفين الأديان وبإمكان أي إنسان أن ينفذها(وتستطيع أن تجربها بنفسك!)....الخدعة إسمها الحقيقي هو (التنبؤ بمستقبل الماضي) ....وإسمها يعني (الإدعاء كذباً بتنبؤ أحداث حصلت بالماضي قبل حدوثها)...فكل ما تتطلبه هذه الخدعة هو أن يحدث حدث بالتاريخ (القريب أو القديم) ثم يأتي شخص ويدعي كذباً بأنه تنبأ بحدوثها قبل أن تحدث، وكل ما يتطلبه الأمر هو القليل من الشهود الكاذبين ليشهدوا له بأنه فعلاً تنبأ بهذا الحدث الهام قبل حدوثه(وما أسهل الحصول على الشهود الكاذبين، وخصوصاً إذا كان لهم مصلحة مشتركة معه).....فأنا الآن أستطيع بسهولة أن أخبرك بأنني في عام 1960 تنبأت بشنق قائد عراقي إسمه صدام حسين وأستطيع أن أأتيك بشهود كاذبين (وما أكثرهم ) ....وبهذه الخدعة البسيطة أستطيع أن أصنع لك معجزة التنبؤ بالمستقبل....

وسوف أثبت لك بسهولة إن هذه التنبؤات المحمدية كذب في كذب....(وكل الكذابين الذين أدعوا بأن لهم القدرة على التنبؤ بالمستقبل)

1- لاحظ أن كل الأحداث التي تم التنبؤ بها حصلت بالماضي بالنسبة لك...بمعنى إنك من المستحيل أن تجد شيء تم إعلامك بالتنبؤ بحدوثه قبل أن يحدث وبعدها رأيته بعينك حدث.....مثال على ذلك : من المستحيل أن يأتيك شخص سنة 1960 ويخبرك بتنبؤه بأنه سيكون للعراق قائد عراقي إسمه صدام حسين سوف يشنق بالمستقبل، ثم تمرر السنيين وترى ذلك يحصل فعلاً.

2- القرآن ذكر إنتصار الروم بوقت محمد ،وهذا يسمح لمحمد وأعوانه بسهولة أن يدعوا كذباً تنبؤ محمد بها قبل حدوثها وينشروها بين الناس على إنها آية أتت قبل حدث إنتصار الروم .ولكن هذه الآية في حقيقتها البسيطة كتبت بعد حدوث إنتصار الروم...ولنتذكر أن محمد يستطيع بسهولة فعل ذلك ...

3- لاحظ أن جميع الأحداث التي لم تحدث بوقت محمد لم تكتب بالقرآن ، وأقصد هنا الأحداث التي حصلت بعد موت محمد وبعد إنتشار كتاب القرآن بين الناس، مثل ( فتح القسطنطينية والتطاول في البنيان...إلخ)...والسبب ببساطة هو أن القرآن أنتشر وحفظوه المسلمين ..وأي إضافة عليه ستكون صعبة جداً وسيكتشف الناس إكذوبتها بسهولة....لذلك مؤلفين الدين الإسلامي لجؤوا للكذب بها بالأحاديث النبوية وأدعوا إنها أحاديث محمدية لسهولة فعل ذلك و خدع عقول البشر بها...ولنتذكر سهولة الكذب بإصطناع أحاديث محمدية التي لم ينطق بها محمد يوماً...وحتى علماء المسلمين أنفسهم يشهدون على أن هناك الكثير من الأحاديث التي نسبت لمحمد كذباً.....وما هذه التنبؤات المحمدية إلا أحد هذه الأكاذيب التي فعلها مؤلفين الدين الذين جاؤ من بعد محمد ....إنها بهذه البساطة ياعزيزي...



4- هناك الكثير من الشخصيات التاريخية المعروفة والتي تنبأت بالمستقبل بتفاصيل دقيقة ، فلماذا لا تصدق أنت بإعجازها؟؟؟...فمثلاً "نوستراداموس" ولد عام 1503 ميلادي والذي كتب كتاب أسماه (التنبؤات)وفيه ذكر الكثير من التنبؤات الدقيقة مثل هتلر وحادثة 11 سبتمبر بنيويورك وحرب الخليج ووفاة الأميرة ديانة ...وغيرها الكثير ....ولكن هل سوف تصدق إنه فعلاً تنبأ بذلك؟؟؟...طبعاً لا ...لأنك تعلم إنه من السهولة أن يأتي رجال من بعده ويكذبون بإستخدام خدعة (التنبوء بمستقبل الماضي)...ولكنك لن تستطيع أن تفعل نفس الشيء مع محمد وإتهامه مع مؤلفين الدين الذين أتوا من بعده بالكذب لأن عقلك تم برمجته على عدم تكذيب محمد...لذلك لن تستطيع أن ترى الحقيقة لأن على عينك غشاوة القدسية المحمدية الخادعة...وهذا من فن تأليف الأديان ...فأنت منذ الصغر وهم يخدعونك بإكذوبة (محمد صادق ولا يكذب) ...ولولا هذا التأثير على عقلك لرأيت ما أقصده بيانه لك هنا بوضوح ...

5- إلى هذا اليوم هذه الخدعة تمارس ....وما عليك إلا أن تبحث بالنت وستجد هناك الكثير من الذين يدعون بأنهم قاموا بالتنبأ بأحداث تاريخية قبل أن تحدث...ولكنك لن تجد واحد منهم يستطيع أن يتنبأ بحدث واحد بدقة لم يحدث بعد!!...لأن هذا يكشف الخدعة بسهولة...وأنت نفسك لن تصدقهم لأنك تعلم إنه من السهولة الكذب بهذا الأمر...

6- هناك أيظاً خدعة التنبؤات لأحداث مستقبلية لم تحدث ...فمثلاً...أستطيع أنا الآن أن أقول لك (إنني أتنبأ بحدوث حرب عظيمة بين دولة مصر والصين) ...فإذا تصادف حدوث هذه الحرب سأقول لك (إنها تدل على صدقي بقدرتي على التنبؤ بالمستقبل)..وإذا لم تحدث فسأقول لك (إنها ستحدث بالمستقبل وعليك الإنتظار)...وهكذا...ولذلك لو تلاحظ ستجد أن جميع التنبؤات بأحداث المستقبل التي لم تحدث بعد لا يتم تحديد وقت حدوثها حتى لا تكشف إكذوبتها....وهذا يطابق تماماً أكذوبة تنبأ محمد بالحرب التي ستحدث على نهر الأردن بين اليهود والمسلمين....ولو كانوا صادقين لحددوا وقت حدوثها، ولكنهم لم يفعلوا ذلك لأنها ستكشف إكذوبتهم...

7- لاحظ أن جميع الأحداث التي كذبوا عليك بأن محمد تنبأ بها هي أحداث حدثت كلها بالماضي ...وهذا يؤكد خدعة (التنبوء بمستقبل الماضي)...أما حادثت (حرب المسلمين مع اليهود على نهر الأردن) فهذه تنبؤ محمي بالطريقة التي شرحتها لك بالنقطة السابقة....

8- أنا الآن لو أأتي لك بعشرة رجال مسلمين(أو حتى ألف رجل مسلم) ويقسمون لك على القرآن بأنهم يشهدون ( بأنني في عام 1960 تنبأت بشنق قائد عراقي إسمه صدام حسين ) فلن تصدق ذلك...والسبب بعدم تصديقك لي هو لأنك تعلم إنه من السهولة أن يتفق هؤلاء الرجال على الكذب وخداعك(وخصوصاً إذا كان لهم مصلحة مشتركة !!)....



2-كيف يحجنا خالق الكون بعقل لا يميز الفرق بين المعجزة والسحر ؟
تخيل لو جاء رجل أمامك وألتقط حصى صغيرة من الأرض ، ثم حوله بيده إلى طائر صغير حي وطار أمام عينيك هذا الطائر في السماء...هل تستطيع أن تميز فعل هذا الرجل على أنه سحر أو معجزة....القاموس يعرف عمل المعجزة على إنها فعل خارق للطبيعة....ويعرف عمل السحر على إنه تمويه وخداع لحواس الإنسان...فإذا كان السحر هو تمويه وخداع لحواس الإنسان ...وبنفس الوقت الإنسان لايملك غير حواسه ليقيم هذا الفعل على إنه معجزة أو سحر..فكيف يستطيع الإنسان الإعتماد على حواسه التي يستطيع السحر أن يخدعها ليميز بين المعجزة والسحر؟...فالأكيد لا يأتي من الغير أكيد...والحواس غير أكيدة فكيف يأتي منها التمييز الأكيد بأن الفعل الذي حصل معجزة وليس سحر خدع الحواس؟؟

ذهبت لكثير من رجال الدين المثقفين (ومن بينهم حملة الدكتوراة بالشريعة) وسألتهم هذا السؤال...فلم يستطيعوا الجواب....وأحتاروا..وتهربوا ...وبعضهم بدأ يستخدم معي حيلة (إتيان الإثبات من المطلوب إثباته) وهي حيلة قديمة يستخدمها أهل الدين للتهرب من أي نقاش منطقي، وسأشرحها بهذا الحوار الذي حصل بيني وبين بعض رجال الدين:

سؤالي لرجل الدين (كيف تثبت أن محمد رسول من الخالق؟) فأجابني ( محمد له معجزات تثبت علاقته بالخالق)..
ثم سألته ( وكيف تعلم إنها معجزات وليست سحر ؟) فأجابني ( لأن محمد رسول ، لذلك هي معجزات وليست سحر)..
ثم سألته ( كيف علمت إنه رسول لتثبت إن ما فعله معجزات وليس سحر؟) فأجابني (لذلك يجب أن تؤمن إنه رسول أولاً حتى أستطيع أن أثبت لك إنها معجزات)!!!! ....وهكذا يعيدك رجل الدين للسؤال الأول!!....وهذه أحدى الطرق الرئيسية التي يدافع بها رجال الدين ليتهربوا من المنطق...فينخدع الرجل العامي البسيط ويضيع عقله ويتوه بهذا الحوار الدائري ويستسلم للخوف والترهيب من الدين ويقبل به....

بعد ذلك ذهبت لأبحث عن هذا الموضوع في الكتب الفكرية القديمة ، فوجدت أن موضوع فشل قدرة الإنسان على التمييز بين السحر والمعجزة هو موضوع أزلي وثابت عند أهل المنطق (أن العقل البشري غير قادر على التمييز بين المعجزة والسحر) ....والآن... لو تذهب وتسأل بنفسك أكبر مفكر ديني على وجه الأرض عن هذا الموضوع أؤكد لك بأنه سيتلعثم وسيتخبط بالإجابة ولن يستطيع على إجابته (وستحرجه!!)....وستجد أن رجل الدين هذا سيحاول أن لا يبين لك أهمية هذا السؤال وسيسفهه ويتجاوزه بسرعة البرق ....لأنه يعلم أن هذا السؤال ينسف كل الأديان من جذورها..لأن الأديان تعتمد على المعجزة لتثبت علاقتها بخالق الكون ...وهذا السؤال يثبت بطلان إدعاء جميع الأديان... فكيف يحجنا خالق الكون بعقل لا يميز الفرق بين المعجزة والسحر؟؟؟


مؤلفين الأديان يعلمون جيداً أن العقل البشري غير قادر على التمييز بين السحر والمعجزة ...والخطير على مؤلفين الأديان أن الإنسان يحب المعجزات وفاعلينها ويتبارك بهم...و بنفس الوقت يكره السحر والسحرة وكثيراً مايعاديهم و يقتلهم...فقد يفتعلون مؤلفين الأديان فعل ليوهموا البشر بأنه معجزة فيخاف البشر ويحكمون عليه بأنه فعل سحر وإنهم سحرة وقد يقتلوهم....لذلك عندما يتصنعون مؤلفين الأديان أحداث إعجازية (وهذا فن تأليف المعجزات الكاذبة..وسنتحدث عن هذا الفن الشيق في موضوع آخر مخصص له) فإنهم يحرصون على أخذ التدابير اللازمة قبل إحداث أي فعل وهمي إعجازي ليتأكدوا من أن البشر المستهدفين بهذا الفعل يتقبلونه على أنه فعل إعجازي وليس سحر..ومن هذه التدابير :

1- مدعي المعجزة يجب أن يتصنع الخلق العالية .(وهل وجدت دين مشهور بدون أخلاق؟؟)
2-مدعي المعجزة يجب أن يكون شخصية معروفة مستأمنة بين المجوعة البشرية المستهدفة.
3-مدعي المعجزة يجب أن يكسب ثقة المجموعة البشرية المستهدفة.
4-إثارة الإشاعات بأن مدعي المعجزة رجل مبارك ..وله أفعال مباركة مثل القصص الصغيرة كعلاج أمراض وماشابه.لتمهد العقول لتقبل المعجزة!!
5-قصص ولادية تمهيدية كاذبة لمدعي المعجزة مثل خروج نور أثناء الولادة وماشابه.
6- الإدعاء بأن أم مدعي المعجزة حلمت بأن ولدها سيكون له شأنٌ عظيم وماشابه.

هذه التدابير تأخذ وقت طويل وصبر عظيم ولكن نتائجها مجزية لمؤلفين الأديان...

وهناك تدابير يتخذها مؤلفين الأديان أثناء عملية إفتعال وهم المعجزة ...وهي دس أكبر عدد ممكن من العملاء الممثلين بين المشاهدين لهذا الفعل ليصرخوا بسرعة ويقولون ويرددون (إنها معجزة)...وبهذه الصرخة بين الجماهير التي وصلتها أنباء المعجزة الوهمية أو بين الجماهير المشاهدة لتمثيلية المعجزة سيتم توجيه تفكيرهم بكل قوة ممكنة إلى الإعتقاد بأنها معجزة وليست سحر...

وهكذا يتمكن مؤلفين الأديان من خداع العقل البشري بأن الفعل العجيب الذي تم هو معجزة وليس سحر...والعقل البشري ليس له أي دخل بتحديد نوع هذا الفعل على إنه معجزة أو سحر...

وسوف أثبت لك ذلك...

أنت الآن كل المعجزات التي مؤمن أنها حدثت بدينك لم تكن أنت صاحب القرار فيها لتحدد بأنها معجزة وليست سحر...بل نقلت لك الفكرة بأن جميع الأحداث العجيبة التي حدثت من رجال دينك المقدسين هي معجزة وليست سحر!!...وبنفس الوقت كل الأفعال العجيبة التي تدعيها الأديان الأخرى(التي لا علاقة لها بدينك) بأنها معجزات حدثت من رجال دينها المقدسين ،أنت لا تؤمن بأنها معجزات بل تجزم على إنها إذا حصلت فعلاً فهي سحر ولن تقبلها أبداً على أنها معجزات...وعقلك لا يميز بين السحر والمعجزة!!!...فكيف حكمت أنت عليها بأنها سحر أو معجزة؟؟

ولو تسأل أي تابع دين (مسلم مثلاً) عن سبب إقتناعه بأن مافعله محمد هو معجزة وليس سحر سوف يجيبك بأن محمد ذو أخلاق وثقة ونسب عائلي معروف....وستلاحظ إنها التدابير الستة التي ذكرتها لك بالسابق!!!

وأخيراً....مؤلفين الأديان دائماً يستغلون عدم قدرة العقل البشري على التمييز بين السحر والمعجزة ...فأي مدعي نبوة منافس لهم يلعب لعبة المعجزات يتهمونه فوراً بأنه ساحر...وهكذا ..كل مدعي نبوة يتهم الآخر بأنه ساحر وما عنده هو معجزة...والفائز هو من أستطاع النجاح بعمل التدابير الذي ذكرناها بالسابق....فمسيلمة الحنفي الذي نافس محمد بالنبوة(الذي أسماه محمد بمسيلمة الكذاب!!)نجح بوجود هذه التدابير بين قومه فأقنعهم بأنه يفعل المعجزات وينزل عليه وحي وكان لمسيلمة عشرات الآلاف من المؤمنين المصدقين بأنه نبي من الخالق....وكانوا يموتون وهم يقولون (مسيلمة نبينا)ولا يقبلون بنبوة محمد...وكان محمد يبعث بعض الصحابة ليدعوا مسيلمة وقومه للإسلام ولكنهم عندما يحدثهم مسيلمة يتركون الإسلام ويؤمنون بمسيلمة ومعجزاته...وبعد موت محمد توجه مسيلمة فوراً للمدينة المنورة بجيش من المؤمنين عددهم أربعين ألف!!..ولكن المسلمين أستطاعوا أن يردعوهم...

والآن يا أهل الدين نوجه لكم هذا السؤال الأزلي:

إذا كان العقل البشري لا يميز الفرق بين المعجزة والسحر فكيف يحجنا خالق الكون بهذا العقل؟؟

3-الإنسان لا يمكن أن يكون رسول لخالق الكون

الإنسان لا يمكن أن يكون رسول لخالق الكون لأنه مخلوق له المقدرة العالية على الكذب والخداع والتحايل .وهذه طبيعة تتميز بها صفة الخلقة البشرية ...ولو نظرنا إلى نظام حياة المجتمع البشري لوجدنا إنه مصمم بطريقة ترتكز بشكل أساسي على حماية النظام من مقدرة الإنسان الطبيعية على الكذب والخداع والتحايل...فالإنسان دائماً يحمل معه بطاقة خاصة به لتثبت إسمه وهويته وعنوانه...فمن المستحيل مثلاً أن يدخل إنسان على أي بنك بدون أن يطلب منه البنك إبراز إثبات رسمي لإسمه وهويته لتحقق من إنه غير كاذب ، ولن يقبل أي بنك تصديق هوية أي إنسان بدون إثبات الهوية الرسمية ، وحتى لو كان هذا الإنسان أعلى الناس أخلاقاً وشرفاً ونسباً وتديناً...وحتى لو علم البنك أن هذا الرجل لم يكذب يوماً بحياته...وذلك لعلم البنك بأن الإنسان له المقدرة على الكذب والخداع والتحايل....بل جميع أنظمة المجتمع محصنة بقدر الإمكان من قدرة الإنسان الطبيعية على الكذب..فهناك الجوازات والوثائق الرسمية والأختام والتواقيع والشهادات والتراخيص والشهود بالمحاكم وكل الطرق الممكنة للحماية النظام الإجتماعي من قدرة الإنسان على الكذب والخداع....فهذه طبيعة الإنسان التي يولد بها ....والإنسان لا يغضب عندما يطلب أحد منه إثبات هويته للتأكد من إنه غير كاذب!!!...لأنه يعلم أن له المقدرة على الكذب ، و يتقبل طلب هويته منه ليثبت أنه غير كاذب....

وعلى الرغم من كل هذه الإحتياطات والتحصنات في النظام الإجتماعي لطبيعة الكذب عند الإنسان ..إلا أنها لا تستطيع ردعها تماماً...لذلك وضعت الأنظمة الإجتماعية قوانين صارمة تعاقب من يزور الإثباتات والوثائق الرسمية والهويات والجوازات...إلخ... لأن البشر أيضاً لهم المقدرة الطبيعية على التعاون بالكذب والخدع والتحايل لتزوير هذه الإثباتات...ولا أحد ينكر مقدرة البشر العالية لهذا التعاون ...والتاريخ البشري كله شواهد على ذلك....

فكيف يرسل خالق الكون للبشر إنسان من طبيعته الفطرية المقدرة العالية على الكذب ليكون رسول له ؟؟؟....كيف يكون حجة خالق الكون على البشر رسول إنسان من طبيعته الخلقية المقدرة على الكذب والخداع ؟؟...بل هذه حجة البشر على خالق الكون!!!...هل من العقل أن يأتي الأكيد من الغير الأكيد؟؟...

إرسال رسول من البشر لا يرتقي أبداً لمستوى خالق الكون وقدرته ....إن خالق الكون قادر وبسهولة على أن يجد طريقة ليبلغ عن نفسه بطريقة أكيدة...فإذا كان البشر متأكدين من وجود الشمس والقمر والنجوم والشجر والبحار والهواء والغيوم والمطر ...إلخ، ولا يختلفون على حقيقة وجودهم ، لأن إثبات وجودهم لا يعتمد على الإنسان الكاذب...فكيف يعتمد الخالق نفسه على رسول من البشر له المقدرة على الكذب؟؟؟....

لو تقول لإنسان (أثبت لي وجود الشمس ؟؟)..فإنه سيضحك عليك ويقول لك إنك مجنون...فكيف لاتصدق بوجود الشمس؟؟

فهكذا حجة الخالق على البشر يجب أن تكون أوضح من الشمس للبشر....

حتى القريشيين أنفسهم أستنكروا ذلك وقالوا لمحمد (كيف يرسل خالق الكون رسول من البشر؟؟؟)..ومنطق القريشيين بهذا سليم...



إذا كان محمد إنسان بسيط ومكافح فلماذا يكذب علينا...ما مصلحته من الكذب؟؟؟؟


الدين الإسلامي لحكم البشر والسيطرة ( لو إدعى هتلر النبوة لكنا رأينا دين جديد )




ولكن نظرية الصدفة والتطور غبية وغير صحيحة ولاتفسر كيف نشأت المخلوقات


الموضوع ليس موضوع نظرية التطور الخلقي ولا نظرية الصدفة ولا أي نظرية علمية أخرى .....فرجال الدين يصورون لنا تعمداً أن كل من ترك الأديان فهو لا بد أنه مؤمن بعدم وجود خالق أومتأثر بنظرية علمية ....وهذا القول خطأ وكذب وأبعد ما يكون عن الحقيقة ، ورجال الدين يعلمون ذلك جيداً ولكنهم يخدعون عامة المسلمين بأكاذيبهم هذه....فهذه النظريات مجرد نظريات علمية بحته تفسر الطبيعة من الناحية العلمية فقط ولا علاقة لها بالهجوم على الأديان....ولكن رجال الدين لا يحبون العلم لأنه يكشف أكذوبتهم ولم يأتي على أهوائهم...وهذا ليس بأمر حديث...دعني أوضح ذلك.....في العصور المسيحية القديمة كان رجال الدين المسيحين يزعمون أن الأرض هي مركز الكون وأن الشمس وجميع الكواكب والنجوم تدور على مركز الأرض ، ثم جاء عالم فلكي بزمنهم وراقب وحسب حركات الكواكب والشمس بالرياضيات وأثبت أن الأرض هي التي تدور على الشمس...هذا العالم لم يقصد الهجوم على الدين المسيحي ولكن إكتشافه هذا كشف خرافات الدين المسيحي وضربها من جذورها ....فقام رجال الدين المسيحيين بسجن هذا العالم حتى الموت.... واليوم كلنا نعلم أن ما أكتشفه هذا العالم حقيقة...وكل من يقول أن الشمس هي التي تدور على الأرض نضحك عليه لعمق جهله.....

وكذلك دارون ...فهو مجرد عالم طبيعة بريطاني مسيحي ، وذهب يوم بسفينة علمية من بريطانيا إلى غابات البرازيل بأمريكا، وكان الهدف من رحلته هذه فقط لدراسة الكائنات الحية مثل الحشرات وبقية الحيوانات من ناحية علمية، ولاحظ أن المخلوقات الحية تتشابه بالأشكال وتبدوا كأنها تتطور بخلقتها ، وكتب دارون فكرته هذه بكتاب ونشره بهدف علمي بحت....ولكن رجال الدين المسيحي والإسلامي لم تعجبهم نظرية دارون لأنها لم تأتي على أهوائهم وتتعارض مع قصص وأساطير أديانهم وما يزعمونه بكتبهم، فأديانهم تقول أن خالق الكون خلق آدم مباشرة وليس بتطور خلقي ، ودارون نظريته تقول العكس وأن الكائنات الحية كلها من تطور خلقي أثرت عليه الطبيعة.....وأخذ رجال الدين يحاربون دارون ونظريته (التطور) لهذا السبب ، فقاموا بالإستهزاء به وقالوا لتابعين أديانهم (أن دارون يقول أن أصلكم قرد) وجعلوها كأنها إهانة وإستحقار للبشر....

ولكن عندما ننظر لنظرية الإنفجار الكبير لتفسير الكون ، نجد أن رجال الدين تقبلوها فرحين وأخذوا يهللون لها، لأنها جاءت بطريقة تسمح لتأويل كتبهم ليتناسب معها.....فأخذوا يتفاخرون بها!!!!

يجب علينا أن لانخلط الأمور بين الأديان و النظريات العلمية ....ويجب أن نهتم بحقيقة الدين نفسه....فالإنسان الآن عندما لا يصدق أكاذيب مؤلفين الدين الهندوسي لا يعني ذلك أنه مصدق لنظرية الصدفة أو التطور الخلقي وما شابه ....فما علاقة هذه النظريات العلمية بتكذيبه لمؤلفين الدين الهندوسي ؟؟.....ولكن مؤلفين الدين الإسلامي يخدعون المسلمين بأن كل من لايصدق أكاذيب الأديان فإنه مؤمن بصدق النظريات العلمية ، ثم يقوم مؤلفين الدين بالهجوم على هذه النظريات البسيطة ليخلقوا منها عدو وهمي للأديان بإستخدام حجة (إذا كانت هذه النظريات خطأ إذا لابد أن يكون ديننا على حق!!)، وهذ حيلة منهم ليخدعوا بها عقلول المسلمين وليتهربوا من فشلهم بإثبات أن خالق الكون هو الإلاه الوهمي (الله)......فحقيقة الموضوع ببساطة هي أن محمد أدعى أن خالق الكون كلمه ويطلب من البشر تنفيذ أوامره وإلا سيعاقبنا بأقصى عذاب....فمحمد هو الذي أدعى بهذا وعليه هو أن يثبت ذلك ...ولكن محمد فشل بإثبات ذلك ولم يأتي بدليل واحد..... وذلك يثبت أن الإسلام دين وضعي (من تأليف محمد)....ومحمد أعلنها صراحة وقال (الأئمة من قريش)...وهذا يثبت بقوة أن محمد يهدف لتوريث حكم البشر للقريشيين وشأنه شأن الملوك ...وفعلاً هذا ما حصل ..فالقريشيين توارثوا من بعده بحكم البشر لعدة قرون وإلى هذا اليوم!!!

إذاً كيف خُلق الكون وما فيه ؟

لا يوجد أحد يعلم.....فكل ماهناك نظريات علمية بسيطة تتناسب مع عقل الإنسان البسيط.....وكل من يأتينا بالجواب عليه أن يأتينا بالإثبات والدليل ....لا بالتذرع بعدم معرفة البشر لجوابه.....وعدم العلم بالجواب لا يعني أن أي جواب خرافي صحيح......فكلنا نستطيع أن نختلق ونؤلف الخرافات والأساطير لنفسر ونجيب على أي سؤال...ولكن هذا لا يعني إنها ستكون صحيحة....والأساطير القديمة خير دليل على ذلك.....ولاحظ أن جميع من قاموا بتأليف الأديان لتفسير خلق الكون ونشأته هم أنفسهم الذي أستغلوا هذا التفسير ليحكموا به البشر، فكل من أتى بدين قال (لهذا الكون خالق، وهذا الخالق كلمني ويأمرك بطاعتي، وإن لم تطيعوني سيغضب عليكم ويعذبكم بعد الموت) فيخاف الناس مرعوبين من المصير المجهول وينفذون أوامره الإلاهية....

أين سنذهب بعد الموت ؟؟


إلى كل من يسأل أين سنذهب بعد الموت ؟

منذ قدم التاريخ البشري والإنسان يسأل العديد من الأسئلة عن حقيقة الحياة ومن أين أتى كل شيئ بالحياة وعن مصيره بعد الموت وماذا كان قبل الحياة ،والكثير من الأسئلة التي لانهاية لها. ومن طبيعة الإنسان إنه لا يقبل بجواب (لا أعلم). وهذه الأسئلة والحيرة المستمرة للعقل البشري أستغلها القلة من البشر للتحكم بعقول الأغلبية من البشر. وسوف أعطيك مثال على ذلك . في الماضي بالغرب كان الإنسان معتاد على نظام حكم الملوك لآلاف السنين. ولايتخيل الإنسان أن البشر يستطيعون أن يعيشون بدون ملك يملكهم و يحكمهم ويحميهم. وهذا الإنطباع الذهني تم إستغلاله من قبل القلة من البشر للتحكم بهم. فجعلوا رجال الدين عندهم كل شيئ بالطبيعة والحياة له ملك . فهناك ملك للبحر وملك للصواعق والغيوم وملك للهواء وملك للحرب وملك للموت وملك للحب وملك للزرع ..وهكذا. وفسروا كل شيئ بالحياة على هذا الأساس. فعندما تحدث عاصفة رعدية بالبحر يفسرونها بأنها معركة بين ملك البحر و بين ملك الرعد والصواعق!!...وهكذا يتحكمون في العقل البشري.فمثلاً يقولون لهم رجال الدين أن ملك البحر يطلب منك المال لتعبروا بحره، فيضع البشر المال بمعبد ملك البحر وياخذه رجال الدين المشرفين على هذا المعبد.ومع تطور الزمن والعقل البشري تطورة فكرة تعدد الملوك عند الحكام إلى أن أتى إلى روما ملك وقال هناك ملك واحد وإلاه واحد ليسقط هو بقية الملوك. فظهرت فكرة الإلاه الواحد . أما الملوك الإلاهية فحولوهم إلى مـلائـكـة!!..لذلك نسمع الآن بأن هناك ملائكة تحرك الغيوم وملاك الموت وملائكة تحارب مع المسلمين..ونسمع أن للملائكة أجنحة فمحمد مثلاً يقول لنا أن الملاك جبريل له 600 جناح لأن البشر بالماضي كانوا يعتقدون أن الفضاء كله هواء والملائكة تحتاج لأجنحة لتطير به مثل الطيور!!(حتى الحصان براق له جناح!)... وجعلوا الإلاه الواحد له صفات الملك البشري . وجعلوه ملك للكون . فملك الكون يغضب ويستحي ويحب ويكره ويتكبر ويملك ويكافئ ويحاسب وعاقب ويكرم وله كرسي وعرش وله رسول مثل الملك العادي . وملك الكون يأمر ويجب أن يطاع وإلا العقاب لمن يعصيه. وإلى آخره من الصفات البشرية للملك البشري العادي ونسبوها لملك الكون الإلاهي..

وكذلك أستغلوا مؤلفين الدين طبيعة حياة البشر اليومية. فالبشر طبيعة حياتهم كلها بيع وشراء والإنسان يدفع مقابل كل شيئ يحصل عليه. وليس مثل بقية المخلوقات مثل الحوت الذي يسبح بحرية بالمحيطات ويأكل مايشاء مجاناً، والأسد وغيره من باقي الكائنات الحية. ففالوا مؤلفين الدين للإنسان أن ملك الكون (إلاهك) يطلب منك دفع فاتورة ما أعطاك إياه في الحياة مثل العيون والهواء والمال والطعام والجسد وكل شيئ بهذه الحياة تستخدمه يجب أن تدفع ثمنه!!.. لذلك هو إسمه (دين) ومعناها إنك (مديون) لملك الكون ويجب دفع هذا الدين بيوم (الحساب).. وقالوا مؤلفين الدين أن الطريقة التي تدفع بها حسابك لملك الكون هو أن تطيعه وتفعل ما يأمرك به...وطبعاً واضعين الدين هم من يتحدثون بإسم ملك الكون ،فيأمرون البشر بإسمه ،ويطيعون بقية البشر المساكين خوفاً من غضب ملك الكون..ووعدوهم بالكثير من الخير بعد أن يموتوا إذا طاعوه ...فيطلبوا من البشر أن يدخلوا معارك طاحنة ويضحوا بأرواحهم ويموتوا من أجل الذي خلقهم ويملكهم وخدعوهم بأن هذا الخالق وملك الكون الوهمي واعدهم بالكثير من الخير بعد موتهم إذا قتلوا دفاعاً لتنفيذ لأوامره،وبهذا يسلبون أرواحهم..ويحكمون البشر بإسم ملك الكون الوهمي.. وهكذا.

أنت تسأل أين يذهب الإنسان بعد الموت؟..وأنا أقول لك أين تذهب جميع الكائنات الحية بعد الموت؟؟؟ أين يذهب الأسد والحوت والقردة...إلخ ؟؟. الكثير يرد على هذا السؤال بأن الإنسان مختلف عن باقي الكائنات الحيةلأن عنده العقل..وأرد عليك وأقول لك إن هذه حيلة من مؤلفين الأديان حتى يعتقد الإنسان إنه ذو شأن مختلف عن بقية المخلوقات وبهذا يحكمونه ويسيطروا عليه... مشكلة الإنسان إنه مستعد أن يصدق أي جواب خرافي لأنه لا يقبل أن يعترف بأن هناك العديد من الأسئلة ليس للعقل البشري المقدرة على جوابها بالوقت الحالي. والعواصف البحرية الذي ذكرناه بالسابق مثال ممتاز على ذلك. فابالماضي فسر الإنسان هذه العواصف على إنها حروب لملوك الرعد والبحر. والآن أكتشف الإنسان أن السبب الحقيقي لهذه العواصف هو إختلاف الضغط الجوي والدرجات الحراره وغيرها من الأسباب العلمية.وهكذا سيكتشف العلم المزيد من الأجوبة بالمستقبل.

ثانياً: أرجوك أنتبه ولا حظ أن جميع من أتو بالأديان للبشر لتفسير كل شيئ بالحياة هم أنفسهم حكموا البشر..لاحظ كيف يستغل دائماً التفسير لحكم البشر...يعني الأديان دائماً تركز على هذه الفكرة ( لقد كلمني خالق هذا الكون ويطلب منكم طاعته وتنفيذه ماأقوله لكم أنا بإسمه) ، وبعدها تشن الحروب دائما بعذر إنها طلبات حاكم الكون وإنقاذ البشرية من غضب حاكم الكون....وهكذا.

وأخيراً أقول لك لاحظ أن رجال الدين يطلبون دائماً من العقل البشري أن يتفكر بمصدر الكائنات الحية وكيف لها أن تتواجد بدون سبب ...ويستهزئون دائماً رجال الدين من عدم قدرة الرافضين لفكرة الأديان بتفسير الحياة ومن أي أتت الكائنات الحية ويطلبون منهم التفكر بعقل ...ولكن بنفس الوقت عندما تسأل رجال الدين ومؤلفينه عن من خلق الخالق الذي يجب أن يكون تكوينه أكثر تعقيداً من المخلوقات الذين يزعمون بأنه خلقها!!..فيجيبونك أنك يجب أن توقف عقلك فوراً عن مثل هذا السؤال لأنه من تفكير الشيطان وأن الخالق لا يقبل أن تسأل مثل هذا السؤال ومحمد نفسه له حديث يقول فيه لا تفكر بمن خلق خالقك!!! ...

نحن نقول لك ياسائل السؤال إنك حر وطليق وما تزعمه جميع الأديان ما هو إلا خدعة سلبوا فيها حياتك وحياة ملايين البشر... ونحن لانقول لك هذا الكلام لنحكمك مثلهم...نحن فقط نقول لك أنت حر ولست عبد

ما هي الروح ؟


ما هي الروح ؟

لقد بحثت جاهداً في التاريخ البشري القديم للأتتبع فكرة الروح ومن أين بدأت ...فوجدت بإختصار شديد أن الإنسان قديمًا خرافي التفكير، و كان لا يتقبل عقلياً ونفسياً وعاطفياً أن يعيش مع إنسان طوال حياته مثل أبوه أو أمه ، وفجأة يموت وينتهي من الوجود بعد موته ويخرج من حياته (ويرمي جسده بالقمامة !!)...فيتم عقله يصور له إنه بطريقة غير مرئية هذه الشخصية الميتة موجودة وتعيش في مكانا ما، وبذلك يرتاح نفسياً وذهنياً بوجود شيء إسمه روح

بإختصار ليس هناك شيء إسمه (روح) ولا يوجد أي دليل منطقي يشير لوجودها. والأدلة كلها تشير إلى أنها من خرافات وأساطيرالأولين لا أكثر. والأديان تدافع عن وجود الروح لأنها ستنتهي إذا أعترفت بعدم وجودها !!...لذلك خرافات الأديان تدافع عن خرافات الأرواح.


Tuesday, January 19, 2010

أيمكن أن يكون عيسى ابن الله؟

تقول الأناجيل المسيحية إن يسوع ابن الله وفي نفس الوقت هو ثالث الأقانيم (الأب، الابن، الروح القدس) التي تكوّن الله الواحد. وقد تبنت الكنيسة الكاثوليكية هذا المعتقد منذ نشأتها. ورغم أن الكنيسة الأرثودسكية الشرقية في مصر وسوريا وآسيا الصغرى كانت على خلاف بشأن إلوهية يسوع التي نفاها آريوس الإسكندراني وأيدها الأسقف المصري الاسكندر ومساعده اثاناسيوس السنوات التي سبقت مؤتمر "نيقا" في العام 325 ميلادي، بعد أن اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية، فقد تغلّب التيار السياسي في النهاية على التيار الاكليريوسي وتبنت الكنيسة الشرقية فكرة أن يسوع ابن الله وثالث الأقانيم. بل تزيد الكنيسة على ذلك وتقول إن كل البشر أبناء الله. وهذه طبعاً ليست أبوة بايولوجية وإنما أبوة معنوية فقط، بمعنى أنه يحنو على مخلوقاته كما يحنو الأب على أبنائه. وعلى النقيض من ذلك يقول الإسلام إن عيسى عبد الله ورسوله، وإن كل البشر عبيد الله وإن الله لم يلد ولم يولد. والبون شاسع هنا بين أن يكون عيسى عبداً لله وبين أن يكون ابنه وجزءاً مكوّنا للإله نفسه.
وإذا لجأنا إلى العقل والمنطق البحت، فإن الله، إذا كان موجوداً في السماء، وهو واحد لا ثان له، فيصعب على العقل مصالحة فكرة وجود ابن لله دون أن يكون لله زوجة أو صديقة تلد ذلك الابن، كما قال القرآن (أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة). ولكن في نفس الوقت، وبما أن الله قادرٌ أن يقول للشيء "كن" فيكون، فمن المعقول من الناحية النظرية أن يكون لله ابن رغم أن الغاية من وجود ذلك الابن لا يسهل فهمها.
والمتتبع لقصة ولادة عيسى في القرآن يجد تضارباً في الاقوال يجعل من الصعب الجزم بأن عيسى ليس ابن الله، والسبب في ذلك هو أن محمد كان يسمع من ورقة بن نوفل والعبيد النصارى بمكة، وبقية الفرق النصرانية مثل "الأبيونيين" و "المريميين" قصص وشرائع المسيحية المتداولة في تلك المنطقة في ذلك الوقت، وفي نفس الوقت كان ينادي بوحدانية الله، فاختلط عليه الأمر مع مرور الزمن وأتى بأفكار نصرانية في قرآنه تدعم فكرة أن عيسى ابن الله. ولكي نصل إلى مولد عيسى وأبوته لابد أن نبدأ من نقطة الصفر، وهي: هل يمكن أن يكون لإله الإسلام أبناء؟ ورغم أن القرآن يقول إن الله لم يلد ولم يولد، نجد آيات عديدة تحكي عن غضب الله واحتجاجه عندما قالت الأعراب إن الملائكة بنات الله أو إن لله بنات. فنجد على سبيل المثال:
(ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون) (النحل 57). وكذلك يقول لمحمد (فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون. أم خلقنا الملائكة إناثاً وهم شاهدون) (الصافات 149_ 152). ويقول كذلك (أم له البنات ولكم البنون) (الطور 39). فيبدو من كل هذه الآيات أن احتجاج الله منكب على أنهم وهبوا له البنات واحتفظوا بالبنين، أي الصبيان. فالله قطعاً لا يحب البنات، ولربما قبل بالأمر ولم يحتج لو كانوا قد وهبوا له البنين واحتفظوا بالبنات. وربما يقول البعض إن إله الإسلام الذي خلقته مخيلة رجل الصحراء، شكلته تلك المخيلة في قالب الرجل العربي الصحراوي الذي كان يبتهج ويهلل لميلاد الصبيان الذين يساعدونه في حروبه مع القبائل الأخرى وفي سبي النساء، ويكفهر وجهه إذا بُشر بالانثى. فكما يكون الإنسان يكون إلهه.
فهذا الإله الذي يعترض على أبوة الإناث لا يعترض بصريح الآيات على أبوة الصبيان، فهو مثلاً لم يقل (ألله البنون ولكم البنات)؟ ورغم أنه قال (لم يلد ولم يولد) فهذا لا يعني أنه لم يخلق لنفسه أبناءً ذكوراً دون أن يلدهم. فليس من المستحيل أن يكون له أبناء، على شرط أن يكونوا ذكوراً لأنه لا يحب البنات. ولكي نصل إلى أصل أبوة يسوع أو عيسى (كما يسميه القرآن)، دعونا نبدأ القصة من ميلاد أمه مريم. يقول لنا القرآن:
(إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك مافي بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم 35 فلما وضعتها انثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وأني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم 36 فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب 37) (آل عمران).
فامرأة عمران، أي أم مريم، وهبت مافي بطنها لله محرراً. وكلمة "محرراً" تعني أنه لا يُنتفع به لشيء في الدنيا. أي تكون في خدمة الله فقط ولا تهتم بأمور الدنيا. يقول القرطبي عن هذه الآيات ("محررة" مأخوذة من الحرية التي هي ضد العبودية، وروى خصيف عن عكرمة ومجاهد أن التحرر الخالص لله لا يشوبه شيء من أمر الدنيا. يُقال: باتت فلانة بليلةٍ حُرة إذا لم يصل إليها زوجها أول ليلة، فإذا تمكن منها فهي {باتت} بليلةٍ شيباء. و "تقبلها ربها" قال قوم: التقبل بمعنى التكفل في التربية والقيام بشأنها، وقال الحسن: معنى التقبل أنه ما عذبها ساعةً قط في ليل أو نهار. و "أنبتها نباتاً حسناً" يعني خلقها من غير زيادة أو نقصان، فكانت تنبت في اليوم ما ينبت المولود في عام كامل. وجاء في الخبر أنها كانت في غرفة كان زكريا يصعد إليها بسُلم. وكان يغلق عليها الباب. وكان لا يدخل عليها إلا زكريا، حتى كبرت، فكانت إذا حاضت أخرجها من المحراب إلى منزله فتكون عند خالتها. وكانت خالتها امرأة زكريا في قول الكلبي. وكانت إذا طهرت من حيضتها واغتسلت ردها إلى المحراب. وقال بعضهم كانت لا تحيض وكانت مطهرة من الحيض.)
ومن هذه الآيات يبدأ التخبط في قصة ميلاد عيسى بن مريم. فمريم التي وهبتها أمها إلى الله خالصةّ لخدمته ولا يُستفاد بها لشيء في الدنيا، كان من المتوقع أن تكون راهبةً بتولاً لا تتزوج، فكيف عرفت أمها أن سيكون لها ذرية فقالت (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان)؟ فأمها كانت تعرف أنها منذورة إلى الله ولن تتزوج، فلا بد أن الله قد أوحى لأم مريم أنه قد تقبل مريم واصطفاها لنفسه وأنه سوف يضع في بطنها ذريته، لذلك طلبت منه أن يعيذ ذريتها. ثم نعرف من سياق القصة أن زكريا وضعها في غرفة في المحراب لا يصل إليها إلا بسلم وكان يُغلق عليها الباب ولا يخرجها إلا عندما تحيض، إذا كانت تحيض، فلم يكن هناك أي فرصة لمريم أن تنجب من رجل عادي وبالتالي لم يكن هناك أي سبب يجعل أمها تطلب من الله أن يعيذ ذرية مريم من الشيطان.
ثم يقول لنا القرآن (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً 16 فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا 17 قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا 18 قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا )19 (مريم)
مريم التي كانت تعيش في غرفة بالمحراب لا يراها إلا زكريا العجوز، لماذا انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً وجعلت بينها وبينهم حجاباً؟ هل كان المكان الشرقي أكثر أماناً من غرفتها بالمحراب؟ أم هل كانت على موعد مع أحد؟ وإذا كانت على موعد، فلا بد أن يكون الموعد مع روح الله لأنها لم تكن ترى أي إنسان آخر غير زكريا. وهل كان يصعب على روح الله أن تأتيها في غرفتها في المحراب؟ فقد كان الملاك يحضر لها الفواكة كل يوم في الغرفة. ولكن يبدو أن مريم عرفت أن الله سوف يضع روحه فيها وخشيت إن حملت وهي في المحراب، أن يتهموا زكريا بها، ولذلك انتبذت مكاناً شرقياً لتبعد التهمة عن زكريا. فليس هناك أي تفسير آخر لهروبها من المحراب وانتباذ مكانٍ قصي من أهلها لأن أهلها لم يكونوا يزورونها في غرفتها في المحراب.
ثم نأتي إلى مسألة روح الله التي أرسلها إلى مريم، فما هي روح الله التي تمثلت لها في هيئة رجل؟ يقول بعضهم إن الروح هو جبريل. لماذا تمثل لها جبريل في هيئة رجل ليخبرها أن الله قد قرر أن يهبها غلاماً زكياً؟ نحن نعرف أن الله إذا أراد أن يفعل شيئاً إنما يقول له "كن" فيكون. فلم يكن هناك أي داعٍ ليرسل جبريل في هيئة رجل ليخبرها بذلك القرار، أو كان من الممكن أن يرسله على هيئة امرأة عجوز حتى لا تفزع مريم منها، إذ كانت المهمة هي إعلام مريم أن الله سوف يهب لها غلاماً زكياً، والمرأة المسنة كان يمكنها إبلاغ مريم تلك الرسالة دون أن تخيفها كما أخافها جبريل الرجل فاستعاذت بالله منه. فلا بد أن تلك الروح هي روح الله، أي الله نفسه قد أتى مريم وفي هيئة رجل ليمنحها جسدياً ذلك الغلام الزكي. والدليل على ذلك نجده في القرآن نفسه الذي يقول:
(ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين) ( التحريم 12). فإذا نستطيع أن نقول إن روح الله أتت مريم التي كانت قد أحصنت فرجها، في هيئة رجل ونفخ ذلك الرجل في فرجها نفخةً جعلتها تحبل بعيسى. فالقرآن لا يقول (فنفخ جبريل أو نفخ روح الله في فرجها) إنما يقول (فنفخنا فيه) أي نفخ هو نفسه وليس رسوله الذي أرسله ليخبر مريم. ولا يكتفي القرآن بإخبارنا مرة واحدة بما حدث، فكررها مرة أخرى في سورة الأنبياء وقال (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين (الأنبياء 91). فكون روح الله تمثلت في هيئة رجل ونفخ ذلك الرجل بعض روح الله في فرج مريم البتول، يعني أن عيسى جزء أو بعض من روح الله. فلو لم يكن المقصود من النفخ هو الأبوة الفعلية، لماذا لم ينفخ الرجل في أنفها أو فمها أو حتى على بطنها ثم يقول الله للابن "كن" فيكون في بطنها؟ فالنفخ في الفرج المقصود منه توكيد أن حمل مريم لم يختلف عن حمل أي امرأة أخرى، ونتج من مجامعة رجل للمرأة في فرجها، وبالتالي فعيسى لا يختلف عن بقية الناس، وهذا ما أراد القرآن توكيده من أن عيسى بشر ورسول الله.
ومريم التي لم تخرج من غرفتها بالمحراب منذ أن كانت طفلة صغيرة ولم تختلط بأي إنسان آخر غير زكريا العجوز، وزكريا حتماً لم يجلس إليها ليحدثها عن الجنس وكيف يجامع الرجل المرأة فتحبل منه، كان رد الفعل من جانبها عندما علمت أن سيكون لها غلام أن قالت (أنّى يكون لي غلامٌ ولم يمسسني بشرٌ ولم أك بغيا) (مريم 20). كيف عرفت تلك الفتاة التي تربت في غرفة مغلقة لا يُوصل إليها إلا بسلم، أن هناك نساء بغايا يمارسن الجنس مع من يدفع لهن من الرجال ويمكن أن يحبلن منهم؟ ونلاحظ هنا أنها لم تقل "لم يمسسني رجلٌ" وإنما قالت "لم يمسسني بشر"، وطبعاً لو مستها امرأة أخرى، والمرأة بشر، فمن المستحيل أن تحبل. فهل كانت تقصد أنها تتوقع أن يمسها رجلٌ غير بشري؟
ونستطيع أن نستنتج من القصة حتى الآن أن مريم تسللت من غرفتها إلى مكان شرقي وحدث اللقاء بينها وبين روح الله وحبلت بعيسى. فلابد أن مريم رجعت إلى غرفتها بالمحراب بعد ذلك وظلت بها إلى أن اكتمل الحمل إلى الشهر التاسع، إذا كان جنينها بشراً مثل بقية الأجنة. أو أن يكون جنينها غير بشري وحدث الحمل والولادة في نفس اليوم. والقرآن لا يوضح لنا الذي حدث بعد اللقاء، ولكنه يقول لنا: (فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً. فجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني متُ قبل هذا وكنت نسياً منسيا) (مريم 22-23).
فيبدو أن مريم لم ترجع إلى غرفتها ولم يفتقدها زكريا في المحراب، وكان لابد أن يفتقدها لو غابت تسعة أشهر عن غرفتها، ولو رجعت وظلت بغرفتها تسعة أشهر لظهر عليها الحمل ولعرف زكريا أنها لم تعد بتولا وربما اتهموا زكريا باغتصابها. فالظاهر أنها حملت بالجنين وانتبذت في نفس الوقت مكانا قصياً وجاءها المخاض إلى جذع النخلة في نفس اليوم. فلا يمكن أن يكون هذا الجنين بشراً بأي حال من الأحوال ويتم حمله وولادته في نفس الوقت. فلا بد أنه كان جنيناً غير بشري، والأب هو روح الله.
وللتوكيد على أن عيسى لا بد أن يكون ابن الله، فقد أخبرنا القرآن أن الله أختار مريم له شخصياً، (يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين) (آل عمران 43). فإذاً الله قد اصطفى مريم من دون نساء العالمين وطهرها من الحيض وجعلها صفيته ونفخ في فرجها حتى حبلت، فهل ترك القرآن أي شكٍ في عقل القاريء المحايد من أن الحمل نتج عن اتصال بين روح الله وفرج مريم؟
وعندما قال أهل الكتاب إن عيسى ابن الله، قال لهم القرآن :
(يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه) ( النساء 171). فكون عيسى كان رسول الله لا يمنع من أن يكون ابنه في نفس الوقت ورسوله. والأفضل أن يرسل الإله أو الإنسان ابنه لينفذ له مهمة صعبة. فالله في هذه الآية لا ينكر أن عيسى ابنه وإنما يقول إنه كلمته التي ألقاها إلى مريم، وقد رأينا كيف ألقاها بالنفخ في فرجها، ويقول كذلك إنه روحٌ منه، أي جزء منه.
فمن سياق قصة القرآن يتضح أن عيسى هو فعلاً ابن الله من الناحية البايولوجية. فمحاولة مفسري القرآن الاحتماء وراء جبريل وأن الله لم يلد ولم يولد، لا ترد شبهة أن الله قد نفخ في فرج مريم ابنه عيسى.

Wednesday, January 13, 2010

لا فرق بين الإسلام وغيره من الأديان

كل مسلم يزعم أن الإسلام هو الدين الوحيد الحقيقي وهو أكمل دين ظهر على وجه الأرض، وأنه الدين الذي لا يقبل الله غيره من عباده. والقرآن يؤكد هذا الزعم حينما يقول (من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (آل عمران 85). فإله الإسلام لا يقبل غير الإسلام ديناً، ولكن ما هو الإسلام؟
يقول المنجد: (أسْلَمَ: إنقاد أو تدّين بالإسلام. وأسْلَمَ أمره إلى الله: سَلّمه له. تسالم القوم: تصالحوا وتوافقوا. استسلم: انقاد للآخر. السِلْم: المسالم، يقال: قومٌ سِلْم أي مسالمون. سَلَمَ: لدغته الحية. والسليم هو الملدوغ). فإذاَ الإسلام هو الاستسلام لله والانقياد له، وليس السلام كما يزعمون.
ونأتي الآن لتعريف المسلم. من هو المسلم؟ وسوف نبحث عن الجواب في القرآن:
حسب التاريخ المتوفر لنا فإن أول نبي بعد آدم هو نوح. فماذا كانت ديانة نوح؟
(وقال نوح لقومه فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأُمرت أن أكون من المسلمين) (يونس 72). فنوح إذاً كان أول مسلم. وبما أن قوم نوح لم يصدقوه ولم يؤمن به إلا زوجته وأولاده وأزواجهم، فإن عديد المسلمين الذين نجوا من الطوفان كان قليلاً وربما انقرض إسلامهم مع مرور الزمن. ثم جاء إبراهيم.
(ما كان إبراهيم يهودياً ولكن كان حنيفاً مسلما) (آل عمران 67)
( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يابني إن الله أصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ( البقرة 132)
(ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين. إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين) ( البقرة 130- 131)
(أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون) ( البقرة 133)

ورغم أننا لا نعرف ما هي ملة إبراهيم إذ ليس هناك أي كتاب أو وثيقة تاريخية تعود إلى أيام إبراهيم لنعرف منها الدين الذي أتى به، إلا أننا نستطيع أن نقول إن إبراهيم كان مسلماً كما يقول القرآن، وبالتالي فإن أحفاده يعقوب وإسماعيل وإسحق كانوا كذلك مسلمين، كما يؤكد لنا القرآن، رغم أنهم أجداد اليهود. وجاء موسى، فقال عنه القرآن:
(وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين) (يونس 84)
(إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا) (المائدة 44)
فموسى وقومه من بني إسرائيل كانوا مسلمين. والتوراة كتاب يحكم به الذين أسلموا. ثم جاء سليمان بن داود:
(إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا عليّ وآتوني مسلمين) (النمل 30-31)
وعندما جاءته بلقيس قال: (فلما جاءت قيل أهذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين) (النمل 42)
(قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لُجةً وكشفت عن ساقيها قال إنه صرحٌ ممردٌ من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمتُ مع سليمان لله رب العالمين) (النمل 44)
فسليمان وكذلك بلقيس ملكة سبأ كانا مسلمين، وبالتالي فإن أحفادهما لابد أنهم اعتنقوا الإسلام. وجاء بعد ذلك النبي لوط، فقال القرآن عن القرية التي كان بها لوط:
(فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) (الذاريات 32-33). فبيت لوط كانوا مسلمين
وجاء بعده يوسف:
(رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض انت وليّ في الدنيا والآخرة توفني مسلماً والحقني بالصالحين) (يوسف 101). فالنبي يوسف كان مسلماً. وعليه يمكن أن نقول أن إخوانه العشرة وأباهم كانوا مسلمين.
واليهود الذين عاصروا نزول القرآن آمنوا به وقد كانوا من قبله مسلمين، كما بينا سابقاً و كما يخبرنا القرآن:
(الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون. وإذا يُتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين) (القصص 52-53). فيهود الجزيرة كانوا مسلمين من قبل أن يأتي الإسلام.
ثم ظهرت المسيحية مع ظهور المسيح ابن مريم، فقال القرآن إنّ الحواريين كانوا مسلمين:
(فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون) (آل عمران 52). ثم أكد لنا الله أنه أوحى إلى الحواريين أن يسلموا، فقال:
(وإذ أوحيتُ إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا وأشهد بأنا مسلمون) (المائدة 111).
إلى هنا ونحن في صحبة المسلمين من نوحٍ إلى المسيح ومروراً بيعقوب وإسحق وموسى ويوسف وجميع بني إسرائيل. فما الذي استجد ليجعل الله يرسل رسولاً جديداً للمسلمين؟ لا شيء كان قد تغيّر في شبه الجزيرة العربية غير ظهور رجلٍ ذكي عرف كيف يستغل الشعور بالقومية، فجعل من العرب أمة مسلمة تنافس اليهود، وجعل نفسه أول مسلم رغم أن القرآن الذي أتى به يخبرنا أن كل الأنبياء قبله كانوا مسلمين. فهاهو يقول:
(قل أغير الله اتخذ ولياً فاطر السموات والأرض وهو يُطْعِم ولا يُطْعَم قل إني أُمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين) (الأنعام 14). ثم كرر زعمه بأنه أول المسلمين:
(قل إنّ صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا أول المسلمين) (الأنعام 162-163). وكذلك يقول:
(قل إني أُمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين وأُمرت لأن أكون أول المسلمين) (الزمر 11-12). فالقرآن في هذه الآيات يأمر محمد بأن يقول إنه أول المسلمين، وفي هذا القول إجتراء على الأنبياء الذين سبقوه وأعلنوا إسلامهم، وكذلك فعل أتباعهم من الحواريين ومن بني إسرائيل.
ثم يخبرنا القرآن إن جنس الإنسان كله مسلم:
(ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه واصلح لي في ذريتي إني تبتُ إليك وإني من المسلمين) (الأحقاف 15). بل يزيد القرآن ويخبرنا أن جميع المخلوقات من إنسان وملائكة وحيوانات قد أسلموا لله:
(أفغير الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكُرها وإليه يرجعون) (آل عمران 83).
نستطيع إذاً أن نقول إنّ الأديان "السماوية" كلها إسلام جاء به أنبياء على فترات متفاوتة في تاريخ الإنسان، وجميع الناس وحيواناتهم والملائكة مسلمون. ولتوكيد هذا المعني يقول القرآن لمحمد:
(شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعون إليه إن الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) (الشورى 13). ثم يكرر القرآن لمحمد:
(ما يقال لك إلا ما قيل للرسل من قبلك إنّ ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم) (فصلت 43). وفي حديث عن محمد نفسه يقول الإمام أحمد عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "الأنبياء أخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وإني أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه لم يكن نبي بيني وبينه" رواه الشيخان.
فإذاً الله لم يوح لمحمد غير ما أوحى إلى الرسل الآخرين من نوح إلى عيسى بن مريم، وسماهم جميعاً مسلمين ورسالتهم الإسلام، وقال لهم أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه. فما الذي يجعل فقهاء الإسلام ينفخون أشداقهم كما ينشر الطاؤوس ذيله ويزعمون أن الإسلام هو الدين الوحيد الصحيح، وأن غيره من الأديان مُحرّف وأن أتباعها ضالون؟ فالإسلام لم يأت بأي جديد لا نجده في اليهودية أو المسيحية. الصلاة والصيام والزكاة والعقوبات ومعاملة المرأة، وكل تفاصيل المحرمات من اللحوم والشراب متشابهة في الأديان الثلاثة، مع اختلاف بسيط في المسيحية. وكتب التراث الإسلامي تعترف بأن محمد لم يصم أو يفرض الصيام حتى هاجر إلى المدينة ورأى اليهود يصومون. ما أختلف فيه الإسلام من الحج والأضحية والطلاق والزواج، كلها عادات "جاهلية" اقتبسها الإسلام وكانت تُمارس في مكة قبل ظهوره. فهلا ترك المسلمون خيلاءهم وركنوا إلى أرض الواقع وتصالحوا مع بقية البشر بدل تكرار أيات الولاء والبراء التي تحض على النشوز ومعاداة غير المسلمين بدون أي سبب، وبدون أي ذنب اقترفوه؟ فالأديان، مثلها مثل الحضارة، تكاملية، بمعنى أن كل دين أخذ من الذي قبله وبنى عليه إضافات طفيفة. فدين الإسلام ليس بأحسن من المسيحية وليست الأخيرة بأحسن من اليهودية. جميعها تدعو إلى أله واحد وتشترك في أغلب العبادات والتشريع. ومع ذلك نجد المسلمين يحطمون كنائس المسيحيين ويمنعونهم من دخول مساجدهم. وفي ماليزيا أصدرت الحكومة قانوناً يمنع على غير المسلمين استعمال كلمة "الله" لأنها مرتبطة فقط بالإسلام. وربما لم يعلم الماليزيون إن الكلمة مأخوذة من اللغة العبرية أو السريانية وتعني "الإله" وقد كانت مستعمله قبل ظهور الأسلام بعقود عديدة. والشعر الجاهلي مليء بكلمة "الله".

Tuesday, January 12, 2010

تعارض الدين مع العلم والمنطق

منذ أن جاء موسى حوالي عام 1300 قبل الميلاد وقال إن الله قد خلق آدم في الجنة ثم أخرجه منها قبل حوالي خمسة آلاف عام، ظل رجال الدين اليهودي والمسيحي والإسلامي يرددون هذه المقولة التي تطير في وجه الحقائق العلمية الحديثة التي أثبتت لنا أن الإنسان عمّر هذه الأرض قبل ما لا يقل عن خمسمائة ألف عامٍ مضت (أدوات إنسان بكين في الكهف الصيني عمرها 400 ألف عام). وقبل هذا التاريخ كانت الأرض مأهولةً بالحيوانات التي منها ما اندثر ومنها ما زال عايشاً. ومن هذه الحيوانات القرد الشمبانزي الذي اشتق منه الإنسان. والهياكل العظمية التي عثر عليها علماء الحفريات تُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإنسان الأول كان يشبه الشمبانزي في حجم وشكل الجمجمة وفي بقية الهيكل العظمي. وبعد مرور آلاف السنين تطور الإنسان وأصبح سوياً قائماً على رجلين بدل الأربعة. فهل يمكن أن يكون الله قد خلق الإنسان في هذا التطور الجسدي الذي استغرق آلاف السنين؟ القرآن يخبرنا أن الله قد خلق الأرض كلها في يومين، بما فيها النبات والحيوانات وآدم، وهذا القول يعارض منطق التطور هذا ويخبرنا أن الله قد خلق الإنسان في أحسن تقويم ثم رده أسفل سافلين. بل زاد القرآن وقال إن الله رد بني إسرائيل من أناس أسوياء إلى قرود، أي عكس فكرة التطور هذه. وليس هناك أي دليل علمي أو تاريخي على مسخ بني إسرائيل إلى قرود. ولو كان الله قد خلق آدم وحواء كأول شخصين على الأرض، كما يقول رجال الدين، فهو قد سنّ سنةً غير أخلاقية إذ جعل أبناء آدم يعاشرون أخواتهم ليعمرّوا هذا العالم، وكان من الأفضل أن يخلق عائلتين في نفس الوقت حتى يتفادى هذا الحرج الذي شرّع فيما بعد القوانين ليمنعه وجعله عملاً غير أخلاقي. فهل يُعقل أن يفعل الإله الكامل عملاً ثم يتراجع عنه؟

المنطق يحتّم علينا إن افترضنا أن هناك إلهاً خلق هذا العالم، أن يكون هذا الإله مكتملاً في قدرته وعلمه ومعرفته بالأشياء (ليس كمثله شيء كما يقول القرآن). فإذا كان هذا الإله موجوداً فهل من المعقول أن يكون قد تعلّم من تجاربه وأخطائه كما يتعلم الإنسان؟ الجواب لا بد أن يكون بالنفي. فإذاً كيف نفسر أن يكون الله قد خلق الإنسان بدائياً لا يعرف النطق بالكلمات ولا يعرف استعمال الآلات التي تساعده على معيشته ويأكل اللحم نيئاً قبل أن يكتشف النار ويتجول عارياً من أي لباس يغطي جسمه؟ فالإنسان الأول كان يستعمل الحجارة لقتل الحيوان ولتقطيع اللحم على مدي آلاف السنين ولم يخترع آلات البرونز إلا في حوالي عام 3500 قبل الميلاد، أي قبل حوالي ستة آلاف عام من عمره الطويل على الأرض الذي يمتد إلى أكثر من أربعمائة ألف عام؟ ولم يكتشف الإنسان الحديد إلا حوالي عام 1900 قبل الميلاد، ومع ذلك يتجاهل القرآن كل هذه الأزمان الطويلة من حياة الإنسان ويقول "أنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس". والإنسان استعمل البرونز أطول مما استعمل الحديد ولكن لا ذكر للبرونز في القرآن. ويقول كذلك عندما يتحدث عن النبي داود "ولقد آتينا داود منا فضلاً يا جبال أوبي معه والطيرُ وألنا له الحديد". ويقول المفسرون إن الله علّم داود صناعة الدروع وألان له الحديد ليصنعها. ولكن الموسوعة العلمية البريطانية تخبرنا أن الإنسان عرف صناعة الأسلحة الحديدية والدروع حوالي عام 1900 قبل الميلاد، أي بمئات السنين قبل داود. ومن أين أنزل الله الحديد؟ الغلاف الأرضي ملئ بالحديد الخام فليس الله بحاجة أن ينزله من السماء.

ونحن نعرف الآن أن أشعة الشمس تسافر من الشمس وهي تحمل معها طاقةً هائلة أتت بها من الشمس، ولكن هذه الأشعة لا تطلق هذه الطاقة إلا عندما ترتطم بسطح الأرض. وقتها تتولد حرارة عالية من هذا الارتطام بالأرض تنتج عنه الرمضاء. وعندما ترتد أشعة الشمس إلى أعلى تفقد طاقتها تدريجياً فتقل الحرارة في طبقات الجو العليا حتى تصل إلى ما تحت الصفر. فإذاً الحرارة أكثر ما تكون عند سطح الأرض. وبما أن الحفريات الحديثة أثبتت لنا أن الإنسان بدأ حياته في إفريقيا قبل أن ينتشر في بقية العالم، وبما أن إفريقيا عند خط الاستواء حيث الحرارة في أشدها، فالمنطق يحتم أن يخلق الله الإنسان طويلاً حتى يُبعد الدماغ عن حرارة الأرض لأن الدماغ لا يعمل إلا في مجال ضيق جداً من درجات الحرارة. فهل كان الله يجري تجارباً عندما خلق البجميز Pigmies الذين لا يزيد طولهم عن ثلاثة أقدام، في غابات إفريقيا الوسطي؟ لا بد أنه كان يجرب في الخلق لأنه عاد وخلق أفراد قبيلة الماساي الذين يبلغ طولهم في المتوسط ستةً أقدام أو أكثر. ومفسرو القرآن يقولون إن الله قد أنزل آدم في الهند وكان طوله ستين ذراعاً وأنه عاش أكثر من ألف عام. وبما أن ظهور البجميز قد سبق خلق آدم بآلاف السنين، لو كان آدم شخصيةً حقيقية. فلا بد أن يكون الله قد تعلم من خلق البجميز فخلق آدم طويلاً لأنه أنزله في الهند التي لا تبعد عن خط الاستواء كثيراً. ونحن نعرف من دراسات هياكل الإنسان القديم أنه كان لا يعيش أكثر من حوالي ثلاثين عاماً لتفشي الأمراض والحيوانات المفترسة ولصعوبة الحياة عامةً. وقد زاد عمر الإنسان تدريجياً بتحسن وتطور الطب والغذاء فأصبح الإنسان الأوربي يعيش في المتوسط ثمانين عاماً بينما يموت إنسان العالم الثالث في الخمسين من عمره. والقرآن يقول بعكس ذلك إذ جعل آدم ونوح وغيرهم يعيش أكثر من ألف عام وتدريجياً نقص عمر الإنسان وطوله مع تقدم الطب وسهولة الحياة.

وفي عالمنا الصناعي الذي نعيش فيه اليوم إذا صمم مهندس سيارة أو أي ماكينة تهدر ستين بالمائة من الطاقة التي نضعها فيها في شكل حرارة لا تفيد ما صُممت الماكينة من أجله، لطرد صاحب المصنع هذا المهندس. ولكن إذا أخذنا الإنسان فإن جسمه يُعتبر أكثر ماكينة غير اقتصادية إذ أن ستين بالمائة من الطعام الذي نأكله يتبدد في شكل حرارة لا نستفيد منها وقد تُجهد الجسم ليتخلص منها. فلو أن الله قد خلق هذا الإنسان، أما كان المتوقع منه أن يجعل جسمه أكثر اقتصاداً في استعمال الطاقة، والقرآن يقول "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"

وإذا تركنا الإنسان ونظرنا إلى الحيوان، نجد أن من أوائل الحيوانات ظهوراً على الأرض حيوان الديناصور الذي انقرض قبل حوالي ستين مليون سنة. هذه الحيوانات كان يبلغ طولها 127 قدماً وبعضها له أجنحة لكنه لا يطير. هذه الحيوانات الضخمة كانت تعيش على الحشائش وتبيض كالطيور. ولا بد أن حيواناً بهذا الحجم يحتاج إلى كمية ضخمة من الحشائش يومياً بحيث لا يمكن توفرها لأعداد كبيرة منها وعلى مدى ملايين السنين، فكان لا بد لها أن تنقرض. فلماذا خلق الله حيواناً بهذا الحجم لا يمكن أن يطير وأعطاه أجنحة؟ وهل كان ممكناً لمثل هذا الحيوان أن يستمر في الحياة دون أن يتغير؟ فعملية التطور الطبيعي كان لا بد لها أن تغيّر من حجم وشكل هذا الحيوان أو أن ينقرض هذا الحيوان، وقد انقرض. وحدث نفس الشيء مع أفيال الماموث Mammoth الضخمة التي انقرضت وأصبحنا نضرب بها المثل عن المهمة الضخمة فنقول Mammoth Task. وطائر الدودو الضخم الذي لم يكن يطير ولذلك انقرض لأن حجمه الضخم كان يعوق حركته وبالتالي لم يتمكن من النجاة من الحيوانات المفترسة ولم يستطع أن يطير فينجو من الصيادين. فلا بد أن الله لو كان هو خالق هذه الحيوانات لكان قد خلقها في أحسن هيئة تساعدها على البقاء والعيش، خاصة أن القرآن يقول "فتبارك الله أحسن الخالقين". فهل هذه الحيوانات التي انقرضت كانت أحسن الخلق؟

وإذا كان الله قد خلق الإنسان في أحسن تقويم، لماذا خلق له أشياء إضافية بجسمه لا فائدة منها مثل شعر العانة والشارب وشعر الإبط ثم طلب منه أن يزيلها كلها؟ ألم يكن بمقدور الله أن يخلقه كما يريد دون هذه الزوائد؟ فالمعروف أن الشعر يحبس طبقة من الهواء تعمل كعازل للحرارة، فشعر الرأس يحفظ حرارة الدماغ في درجة أقل من الحرارة الخارجية لأن الهواء المحجوز بين شعر الرأس يكون عازلاً Insulator يمنع الحرارة من الوصول إلى الدماغ. أما شعر العانة فلا وظيفة له. أيخلق الله للإنسان أشياء لا حاجة له بها؟

والقرآن يقول لنا "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" (الذاريات 56)، ونحن نعلم أن الإنسان ظهر على الأرض منذ مئات الآلاف من السنين، وأول نبي نعرفه هو إبراهيم الذي جاء حوالي عام 1800 قبل الميلاد أي حوالي قبل أربعة آلاف عام. فماذا كان الإنسان يفعل في الأربعة آلاف سنة قبل أن يتعلم اللغة والكلام وقبل أن يأتي النبي إبراهيم ليعلمه كيف يعبد الله، والله لم يخلق الناس إلا ليعبدوه؟ فحتماً لو خلق الله الإنسان لخلقه متكلماً عارفاً لواجبه نحو خالقه وعلى استعداد لعبادته.

وبما أن القرآن يقول لنا إن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم يحق لنا أن نسأل: هل يمكن لله أن يُحسّن في كمال جسم الإنسان بعد أن قال إنه خلقه في أحسن تقويم؟ فإذا كان الجواب بالإيجاب فإن الله لم يخلق الإنسان في أحسن تقويم كما قال لأن كلمة "أحسن" تعني أنه لا يمكن أن يتحسن أكثر من ذلك. وإذا كان الجواب بالنفي فسوف تقابل رجالات الدين مشكلة كبرى لأن الطبيعة تجبر جسم الإنسان على التأقلم والتغير. فالإنسان الإفريقي أجبرته الطبيعة أن يتأقلم مع حرارة خط الاستواء التي تمدد الهواء عندما يسخن، وعندما يتمدد الهواء تقل نسبة الأوكسجين فيه، وإذا كان الإنسان يحتاج أن يتنفس عشرة لترات هواء بارد ليحصل على الأوكسجين اللازم لجسمه في الدقيقة الواحدة، فإن الإنسان الإفريقي يحتاج أن يتنفس عشرين لتراً من الهواء الساخن ليحصل على نفس كمية الأوكسجين التي يحصل عليها غيره في عشرة لترات. وحتى يتمكن الإنسان الإفريقي من تنفس عشرين لتراً من الهواء في الدقيقة لا بد أن تصير أنفه كبيرة بدرجة تسمح له بتنفس هذه الكمية. وعندما هاجر الإنسان الإفريقي إلى الدول الإسكندنافية قبل عشرات الآلاف من السنين، لم يعد في حاجة للأنف الكبير لأن الهواء بارد ومتقلص ولذلك صارت أنفه صغيرة. ثم أنه تخلص من اللون الأسود في جسمه وفي شعره لأن اللون الأسود يعكس الحرارة، والإنسان الإسكندنافي يحتاج الحرارة ولذلك تخلص من السواد. فالطبيعة تجبر جسم الإنسان على التغيير. ويتنبأ العلماء بأن إنسان المستقبل سوف يكون ذا رأسٍ كبيرة وسوف يفقد شعر الوجه والجسم بالكامل وسوف تزداد مقدرته العقلية مع زيادة حجم دماغه ورأسه. وعليه إما أن يكون الله هو الذي يغير جسم الإنسان بعد أن قال إنه خلقه في أحسن تقويم، وإما أن يكون الله لا دخل له في الخلق والطبيعة هي التي تفعل ذلك.

هذه أسئلة تحتاج إلى إجابات من رجال الدين غير جوابهم المعروف الذي يقول لنا " وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً" أو "التفكر في ذات الله كفر".

د. كامل النجار

Friday, January 8, 2010

الانثى هي الاصل

الانثى هي الاصل


الانثى هي الاصل
يحذر العلماء اليوم من ان الرجل يتهدده خطر الانقراض. بعد دراسة الخارطة الجينية للانسان اكتشف العلماء الخطر الذي يحدق بالرجل. الكرومسوم الذكري ممتلئ ببقايا جينات لاعمل لها. والكرومسوم نفسه يتضائل. منذ فترة نشوءه قبل 300 مليون سنة، اذ انه فقد ثلث حجمه، 97% من مورثاته الاصلية. بعض العلماء يتوقعون اختفائه نهائيا قبل انقضاء مئة مليون سنة. الامر الذي يعني انقراض الرجل بشكله الحالي، ليصبح مجرد "صفات ذكرية" عند بعض النساء.

الرجل يخلق من كرومسوم واحد
الكرومسوم الذكري هو النصف الاخر للصبغية رقم 23 التي تحسم جنس المولود. غير ان هنا الغرابة. فبينما تتناسب وتتطابق بقية الصبغيات (الكرومسومات) نجد ان النصف الاول( X) والنصف الاخر (Y) مختلفان للغاية. الكرومسوم الانثوي يملك 3000 مورثة مختلفة، بينما الذكري باقي به 50 فقط. لحسن الحظ يملك الرجل النصف الاخر الانثوي الذي يزوده بالمورثات الضرورية. الوظيفة الوحيدة الباقية للكرومسوم الذكري، هي ابقاء الذكورية.
الطبيعة في الاصل تبدء بتشكيل النمو انطلاقا من ان الجميع سيصبحون "امرأة"، وفقط مورث واحد ذكري هو الذي "يغير" الاتجاه. هذا المورث يسمى (
YRS) ووظيفته اطلاق تشكيل الخصاوي، التي تبدء بفرز الهرمون الذكري: تيستوستيرون ومواد اخرى ضرورية لتحويل الطفل الى ذكر. لهذا السبب بالذات نجد ان الرجال يحتفظون ليس بالحلمات الثديية وانما حتى بالبنية الداخلية للثدي، رغم انهم لايحتاجونها. اذا جرى خطأ في وظيفة هذا الهرمون يستمر الطفل بالتتطور بالشكل الطبيعي الى بنت.

نصف الجينات على الكرومسوم الذكري تتعلق وظائفها بنمو الحيوانات المنوية ونضجها، ومن الممكن نظريا ان توجد على اي كرومسوم انثوي بدون الحاجة لكرومسوم ذكري خاص. او يمكن ان يتشكل الذكر بميكانيكيزم اخر لايحتوي على كرومسوم ذكري نهائيا تماما كما عند التماسيح مثلا، اذ ان الحرارة هي التي تقرر "جنس" المواليد وليس الكرومسوم.

اذا ماجرت طفرة تؤدي الى نقل الجين (
YRS) الى كرومسوم اخر، لن تعود هناك حاجة الة الكرومسوم الذكري الخاص، وسيؤدي ذلك على الاغلب الى زواله. عندها يصبح للجميع كرومسومات انثوية فقط، وبالتالي من هذه الزاوية يصبح الجميع نساء.

بالطبع تبقى هناك حاجة لوجود الرجل من اجل التكاثر، ولكن هل سيبقى الوضع على ماعليه الحال اليوم؟ اليس من الممكن ظهور اختلال بعدد الرجال بالنسبة الى عدد الاناث كما عليه الحال في عالم الحيون؟ إلا انه من المؤكد ان قفز الجينات من كرومسوم الى اخر امر محتمل تماما اذ انه خاصة من خاصيات الجينات، الامر الذي يشير الى شدة وواقعية الخطر المحدق على الجين الذكوري.

اصل الاختلاف وسبب الضعف
الكرومسوم الذكري يشكل الحلقة الضعيفة بالمقارنة مع النصف الثاني ، الكرومسوم الانثوي. اذ ان الكرومسوم الذكري لم يكن إلا نتائج طفرة جرت قبل 200-300 مليون عام، ليتميز عن القاعدة التي هي الكرومسوم الانثوي. في ذلك الزمن حدث ان مورث سقط في مكانه بالعكس، عند حدوث عملية بناء الكرومسوم الامر الذي جعل الانصاف غير متتطابقة ومتناسبة مع بعضها البعض، الامر الذي اثر على تتالي الاحداث.


احد اهم الاحداث التي تجري بين النصفين الكرومسومي العملية المسماة التبادل المتصالب. كل مورث في احد الكرومسومات يجلس مقابل الاخر. في مكانات مختلفة وبشكل غير نظامي يحدث ان يتبادل المورثات اماكنهم المتقابلة.


بسبب التبدل الذي حصل في الكرومسوم الذكري، ظهر جزء لم يعد يتناسب مع مقابله من الكرومسوم الانثوي، وبهذا الجزء لم يعد يجري تبادل تصالبي. هذا الامر لم يؤثر على الكرومسوم الانثوي لانه يتم تبادله مع كرومسوم انثوي عبر الاجيال، في حين الذكري يبقى معزول عن عملية تبادل الامر الذي يؤدي الى ازمة تتطور فادحة. لم يعد يستطيع اعادة تجديد نفسه.

كرومسوم الذكر، هل يتحول الى نفايات
الجزء الذكري لم يعد قادر على اعادة اصلاح ذاته وبالتالي اصبح مملوء بالطفرات. الامر الذي عطل الكثير من الجينات وفي النهاية حول الكرومسوم الذكري الى مزبلة جينات. بعد 130 مليون سنة اخرى من التغيير الاول، حدث من جديد ان جزء جيني اخر عكس مكانه في الكرومسوم. ليصبح هو ايضا معزول عن عملية اعادة البناء. هذا الامر حدث اربع مرات في الكرومسوم اخرها قبل 30 مليون سنة. النتيجة ان 5% من الكرومسوم قادر اليوم على اعادة بناء وتصليح نفسه وبالتالي حماية نفسه ضد الطفرات الضارة.

العلماء وضعوا خارطة تاريخ الكرومسوم الذكري، بنفس طريقة دراسة القرابة الجينية. ومن مقارنة الخريطة الجينية مع الحيوانات الاخرى يصل العلماء الى ان التغيير الاول حدث عند ظهور القوارض من السحالي، اما الثانية فعند ظهور الحيوانات الكيسية، اما الثالثة فعند ظهور الحيوانات اللبونة اما الاخيرة فعند ظهور الانسان القردي والانسان.

الحياة لم تكن ثنائية الجنس
فى البدايات الأولى للحياة ولفترة طويلة كانت الحياة أكثر بساطة, التكاثر اعتمد اللاجنسي الذي لم يملك ميكانيزم تمايز فعال ، حيث المادة الوراثية نسخة طبق الاصل تعود الى المنشأ واصطلاحاً نسميه الام، بمعنى انه لم يكن هناك تحديد الجنس على أساس ازواج من الكروموسومات الناشئة عن جنسين منفصلين، كما لم يكن هناك X Y chromosomes

فى ذبابة الفاكهة على سبيل المثال نسبة ال
X كروموسوم إلى الأوتوسوم هى المحددة للجنس. و في التماسيح ، تلعب الكروموسومات دورا هامشيّا - حيث درجة حرارة الشمس هي التي تحدد الجنس.

عند الاصداف البحرية من نوع
Slipper limpets نجد ان الجنس متغير ويحدده موقع الصدفة عندما تتلاصق مع مجموعة الاصداف الاخرى، فالجانب الملتصق بالصدفة الاخرى يكون انثوي، في حين الصدفة التي تكون بين صدفتين يصبح احد جوانبها ذكري ليلقح الصدفة الاخرى الى اليمين مثلا، في حين يكون جانبها الايسر انثوي يتلقح من الصدفة الواقعة الى اليسار.

النموذج الاكثر غرابة نجده عند الدودة المسماة
Bonellia viridis حيث ان يرقاتها التي تستقر في قاع المحيط تتحول الى اناث بطول 10 سم، في حين اليرقات التي تصل بعدها تُجذب الى الاناث فتبتلعها وتتحول الى ذكور بالغة الصغر في بطنها لتنتج الحيوانات المنوية مباشرة في داخل الانثى.

بدأ التكاثر الجنسي الثنائي في فترة لاحقة الامر الذي سمح بالتنوع وبالتالى أصبحت قدرة النوع على قهر الطفيليات والأمراض المختلفة أكبر وبالتالى جعل فرصته فى البقاء اكبر,فالتكاثر جنسى قد يكون أبطأ ولكنه أسرع من الناحية التطورية,سريع التأقلم والتخلص من الطفرات مؤذية. حتى هذا الوقت كان التمايز الجنسي الى ذكر أو أنثى يعتمد اعتمادا كليا على الظروف البيئية ,

وفي الوقت الذي نرى اشكالا مختلفة للتكاثر ضمن آحادية الجنس نرى ان انواعاً اخرى قد طورت نظاما للتكاثر على اساس التنوع الكروموسوي من نظام
XX&XY حيث الافراد الذين يحصلون وعن طريق الصدفة على الكروموسوم Y يصبحون ذكور في حين الذين لايحصلون عليه يبقون إناث. ويبقى ان القدرة على تغيير الجنس حسب الحاجة والظروف امراً شائعاً وليس على الاطلاق شذوذ عن القاعدة اكثر مما يعتقد وهو منتشر بين مختلف المستويات من الكائنات الحية إبتداً بالحشرات مروراً بالاسماك وانتهاء بالفقريات.

نرى مثلا ان بعض الحلزونات تنمو كذكر، وبعد ذلك يتحول إلى أنثى، السمك المهرج clownfish له ظاهرة عجيبة إذ تتجمع هذه الأسماك على شكل هرمي في مجموعات، بحيث تحتل الأنثى قمة هذا التجمع الهرمي، وبعد موتها، يصعد أحد الذكور من أسفل التجمع إلى مكانها ويتحول إلى أنثى. وفي الصورة تظهر مجموعة من سمك clownfish






بخصوص الإنسان، فهناك خلل وراثي Testicular Feminization Syndrome ، والذي ينتج إنسان له جسم أنثى وجينات ذكر! وهذا يطرح تساؤلاً أخلاقيًا وفلسفيًا صعبًا أمام الأديان، وللمزيد من التعقيد، فهناك الخنثى الحقيقي والذي يولد جامعًا للذكر والأنثى سويًا، فهذه المشكلة تستحق أن تسمى "مصيبة" في أبعادها الشرعية والدينية، فمثلا هل ينبغي لهذا الانسان ان يتحجب؟

الكروموسومات
X&Y عند االبشريشكلون حالة فريدة بالمقارنة بالكروموسومات الأخرى,
فأزواج الكروموسومات الأخرى(
autosomes),تبدوا وكانها توائم متماثلة ويتعذر التمييز بينهم سطحيا. و على العكس تماما, X و Y يبدوان مختلفين بشكل واضح.

لماذا كروموسومات الجنس مختلفة بهذا الشكل؟
فالكروموسوم Y يبلغ حجمه فقط واحد الى ثلاثة بالنسبة لحجم X. و بالتالى فأطراف هذه الكروموسومات فقط تتبادل الجينات recombine .وهكذا, معظم الكروموسوم Y يورث من الأب إلى الابن بشكل هو أقرب الى التزاوج اللاجنسي. وبلا recombination ليس هناك reassortment .



لذلك فرصة كروموسوم Y بأن يراكم تغييرات أسرع من X. ,ولا يحدث تحلل كروموسوم X أثناء الانقسام الميوزيmeiosis عند الأنثى ,اذ أن هناك X اخر يقوم بدور شريك كامل في عملية االrecombination.

وسنحاول هنا أن نسافر في الوقت حينما كان أسلافنا أقرب الى صورة الزواحف ونتأمل سويا في العمليات التي شكلت الكروموسومات
Y&X.

كيف أصبح كروموسوم
Y بهذا الصغر بالمقارنة برفيقه X ؟

الصورة التالية توضح رحلة كروموسومات الجنس على مدار 350 مليون سنة منذ كانت بروتوX,Y متماثلين فى أسلافنا (الشبه –زواحف).









وبمرور الوقت, التغيرات البنيوية فى الكروموسوم بروتو Y(وتراكم جينات اضافيه مسؤولة عن التطور الذكوري في هذا الكروموسوم) أفقده القدرة على الrecombination مع رفيقه الكروموسوم بروتوX تسببت فى الشكل االحالى, وهى المسؤولة عن التطور الذكوري. وبدون الدخول الى تفاصيل أكثر تخصصا من الممكن أن نقول أن بدراسة كروموسوم X (رفيق درب كروموسوم Y و انعكاسه) سنجد أربعة مناطق تقودنا الى أربع مراحل كبيرة مختلفة فى تطور كروموسوم Y. (على سبيل المثال بعد أول طفرة ظهر للوجود و لأول مرة جينٍSRY الذى هو الأكثر أهمية فى تطور الذكور). <
وكل مرة بعد كل مرحلة كان كروموسوم
Y يفقد الأجزاء non-recombining وينكمش ,وفى نفس الوقت كان رفيقه يتطور أكثر و أكثر حتى يصل الى الكروموسوم X الذى نعرفه حاليا.