I believe in one thing only, the power of human will.

Let's live our only one life peacefully...lose this Heresies... free your selves ...there is no life after death .......
My MOTHER NATURE please forgive them!!!!!

Search This Blog

Sunday, January 3, 2010

لماذا يؤمن الناس بالآلهة و الأديان ؟

لماذا يؤمن الناس بالآلهة و الأديان ؟

ما السبب أو الأسباب التي تجعل أي إنسان يتمسك بالخرافات التي تربى عليها ؟

الحقيقة أنا فكرت في هذة الأسئلة كثيرا و حاولت أن أصل إلي إجابة شافية بقدر الإمكان, فلأنني ملحد لم أجد سببا واحدا وجيها يجعل شخصا ناضجا يؤمن بخرافات الأديان و أساطيرها رغم وضوح كذبها و زيفها.

لم أفهم أبدا ما هو الكريه في الواقع الذي يجعل الناس تنفر منه و ترتمي في احضان الخرافة بهذا الشكل. أعرف أن كل الناس يتعرضون لغسيل دماغ مستمر يصحبهم منذ الطفولة و حتى الممات في كل مكان : المدرسة, المنزل, العمل .. ألخ. لكن مع ذلك يحتاج الإنسان لاكثر من مجرد غسيل دماغ لكي يصدق الأساطير الدينية و يتمسك بها كما يفعل الكثيرين.

و في النهاية توصلت لأن الأسباب ليست موضوعية بل نفسية و أخلاقية ..

بمعنى أن أن السر ليس أن الإلحاد صعب التصديق أو مجهد للعقل او ما إلي ذلك بقدر ما هو العيب في الشخصية التي تربت على أخلاق معينة و طباع معينة جعلت دماغه غير قابلة لتقبل الحقيقة. و هي في الواقع ليست أخلاق او طباع بقدر ما هي خطايا أو عيوب أخلاقية. خطايا تشوه شخصية الإنسان و تغرس فيه الإيمان بما هو زائف.

إنها الخطايا المميتة التي تؤدي إلي الإيمان بكل ما هو خرافي و غير أخلاقي و اول تلك الخطايا :

أردي .. هل هي إنسان أم قرد ؟

أردي .. هل هي إنسان أم قرد ؟

الكبرياء و الدونية

المبالغة في تقدير الإنسان لنفسه بالزيادة و النقصان .. كل شيء إلا الحجم الحقيقي للإنسان.

عجيب هو تقبل الناس العبودية للإله لمجرد أنه خارق القدرات. كيف يتحمل إنسان أن يتسمى ” عبد ” ؟!! ( عبد الله أو عبد النبي أو عبد أي شيء ) لماذا يتقبل أي إنسان كل هذا الخضوع و المسكنة في التعامل مع ما يخص الإله أو الدين. و الإجابة هي أن هذا الإنسان قد تربى على التعايش مع شعوره بالدونية و الإنسحاق امام أشياء معينة على رأسها الدين و الإله.

لكن برغم كل شيء فهناك الكثير من الكبرياء الكامن في كل هذا الإنسحاق و تلك الدونية. فالعبودية لله و شدة الإنسحاق له تبرر التجبر على بقية الناس و شدة التكبر عليهم. العنف يولد العنف و كبرياء الله على الناس يولد كبرياء الناس على بعضهم البعض. لا حيلة لأي مؤمن في أن يرى الله مثله الأعلى و مادام مثله الأعلى يمارس كل هذا الكبرياء و لديه تلك الذات المتضخمة فلماذا لا يمارس نفس هذا السلوك على بقية الناس.

الفكرة هي أن أي شيء يقوم به الله يعتبر مبرر و أخلاقي عند المؤمن به حتى و إن لم يكن كذلك. يعني لو قال الله أنه متكبر سيعتبر الكبرياء فضيلة حتى لو قال الله للناس بعد ذلك : كونوا متواضعين و لا تتكبروا فسيكون مثل الأب الذي يدخن السجائر و مع ذلك يمنع إبنه من التدخين. من الصعب ان يمارس المثل الأعلى شيئا و لا يمارسه من يقتدي به.

فإذا كانت العبودية لله هي لب الشعور بالدونية فهي أيضا التبرير لكل الشعور بالكبرياء و تضخم الذات في مواجهة من لا يؤمن بالله و في مواجهة بقية الكائنات الحية. هذا الشعور بالكبرياء هو الذي يمنع الشخص من أن يقر بخطأه و يعترف أن دينه الذي هو جزء من تكوينه كان خطأ منذ البداية و من ثم يتنصل منه. هذا الشعور بالكبرياء هو الذي يجعل المرء يتقبل أي مصير تعس يلحق بمن لا يؤمن بإلهه لأنه أقل منه منزلة. هذا الشعور بالكبرياء هو الذي صنع الفاشية الدينية في شكل “خير أمة أخرجت للناس” و “شعب الله المختار” و ما إلي ذلك. هذا الشعور بالكبرياء هو الذي صنع حاجزا ضخما ضد قبول الكثير من المؤمنين لنظرية التطور رغم تأكيد العلم الحديث عليها.

يقولون : كيف يتساوى الإنسان بالقرد و هو الذي كرمه الله و رفعه فوق جميع المخلوقات (الإنسان و ليس القرد) ؟

و لكنهم لا يسألون لماذا كرم الله الإنسان و رفعه فوق جميع المخلوقات ؟ لماذا يتوهم المؤمنين ان الإنسان هو كائن مختلف عن بقية الكائنات الحية إلي هذا الحد ؟ لماذا يأمر الله الشيطان بالسجود لآدم على سبيل المثال؟ أليس السجود هو لله وحده ؟ لماذا لا يستنكر اي واحد مؤمن مثل تلك الواقعة ؟

لماذا يفضل الله الإنسان على بقية مخلوقاته ؟ بل لماذا يهتم بالإنسان أصلا ؟

يعني ما الفرق بين الإنسان و القرد المحدودين بالنسبة لله الغير محدود ؟ أليسوا سواء بالنسبة لله ؟

إن من ينظر للناس بمنظور عين الطائر فسيراهم مثل النمل أما لو حاول النظر إليهم بمنظور عين الإله فلن يراهم أساسا. المفروض أن الله خلق الإنسان كما خلق بقية المخلوقات جميعا. فما هي قيمة الإنسان لكي يعيره الله أي إنتباه خاص و لماذا يستحق كل هذا الإهتمام ؟ من وجهة نظر الله الخارق السرمدي الغير محدود المفروض أن الإنسان الفاني العاجز المحدود لا يساوي شيئا ..

لكنه الكبرياء العظيم عند الذين آمنوا و الذي يبرر تفوق الإنسان على جميع المخلوقات الإلهية لان الله إختار الإنسان على وجه الخصوص ليكون خليفته في الأرض و الكون.

لماذا يختار الله العظيم خليفة حقيرة بهذا الشكل ؟ ألا يدل هذا على أن القصة قد لفقها إنسان ليرفع من قيمة النوع الإنساني و يبرر الكبرياء الآثم على بقية الناس و الكائنات الحية.

و لماذا يختار الله من كل الناس فرد واحد بعينه ليكون نبيه و رسوله ؟ هو لا يسأل و هم يسألون !!

سيغموند فرويد قال ان الدين هو وهم كانت البشرية بحاجة اليه في بداياتها وان فكرة وجود الاله هو محاولة من اللاوعي للوصول إلى الكمال في شخص مثل أعلى بديل لشخصية الأب اذ ان الأنسان في طفولته ينظر إلى والده كشخص متكامل وخارق ولكن بعد فتره يدرك انه لا وجود للكمال فيحاول اللاوعي ايجاد حل لهذه الأزمة بخلق صورة وهمية لشئ اسمه الله الكامل.

أما لماذا يصر الإنسان على توهم الكمال و لماذا يسجد للكمال, فالسبب هو الشعور بالكبرياء الذي يوهم الإنسان أن هناك من يملك كل تلك العظمة و كل ذلك الكمال. إنه التفكير بالتمني the wishful thinking, بمعنى أن يتصور المرء وجود الكمال لأنه يتمنى وجود الكمال و هو يتمنى وجود الكمال لكي يرضي شعوره بالكبرياء و هو يشعر بالكبرياء كما يشعر بالدونية بسبب التربية الخاطئة التي تربى عليها, و على أساس تلك التربية يربي أولاده ليصيروا مثله و ندور جميعا في حلقة مفرغة ..

و الحل ؟

الحل هو بالإلحاد.

أي أن يتجاوز المرء أمانيه في وجود الكمال و شعوره بالكبرياء حينا و بالدونية حينا آخر ليعرف قدر نفسه جيدا.

قديما قال سقراط : إعرف نفسك.

أنت لست عبدا لإله و لست سيدا على مخلوقاته بل مجرد ابن للطبيعة و أحد الكائنات الحية الموجودة.

سواء كان الإنسان مخلوقا أم لا, متطور ام لا, فلا يوجد فرق كبير بينه و بين القرد : كلنا حيوانات ثديية على أي حال.

هكذا يقول العلم : ان الإنسان ينتمي إلي ..

مملکة : الحیوانات

شعبة : الحبلیات

صنف : الثدیيات

رتبة : الرئیسیات (الإنسان والقردة)

عائلة : قردة عليا (أشباه الإنسان)

الجنس : إنسان Homo

النوع : إنسان عاقل Homo Sapiens

النوع الفرعي : إنسان عاقل عاقل Homo sapiens sapiens

أنظر ويكيبيديا

القردة العليا great apes أو Hominidae عبارة عن عائلة حيوانية تتضمن البشر ، الشمبانزي ، الغوريلا و الأورانغوتان. يعني نحن نشترك مع الشمبانزي في إنتمائنا لمملكة الحيوانات و في شعبة الحبليات و في صنف الثدييات و في رتبة الرئيسيات و في عائلة القردة العليا ..

و نختلف فقط في الجنس و النوع و النوع الفرعي ..

يعني الإنسان ليس أصله قرد فحسب بل هو أحد أنواع القرود أيضا الآن و حاليا.

(( إعرف نفسك .. هكذا يقول سقراط. ))

انا لست عبدا لأحد و لا سيدا لأحد بل أنا قرد عاقل و أحد الكائنات الحية الطبيعية.

بعد التواضع لن يضر ..

و أيضا بعض الكبرياء لن يفعل.

النزوع للكبرياء هو نزوع للعظمة و المجد عن طريق تجاوز الذات.

لكن تجاوز الذات لا يكون باوهام العظمة و الكمال بل نتجاوزها بالعمل و المثابرة و الإجتهاد.

الإنسان بالفعل لديه ما يفخر به : بنى حضارة عظيمة و سافر للفضاء الخارجي و لأعماق المحيطات و إحتل الكرة الأرضية كلها .. حيوان عظيم فعلا.

لكنه حيوان على أي حال, لماذا نتنكر لأصولنا الحية ؟

ربما يجعلنا الكبرياء في المستقبل أكثر من مجرد قرود عاقلة لكنه أبدا لن يغير ماضينا و أصلنا.

نحن ابناء الطبيعة الأبرار بكل تواضع و كبرياء.

نحن الحيوانات العاقلة الوحيدة المعروفة.

نحن البشر.

11 comments:

  1. ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين‏ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‏
    بقلم الدكتور‏:‏ زغـلول النجـار
    هذه الآيات القرآنية الثلاث جاءت في أوائل سورة المؤمنون‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وعدد آياتها ثماني عشرة ومائة‏(118)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم الكريم لإشادتها بالمؤمنين من خلق الله المكلفين‏,‏
    وهذا الدستور الأخلاقي الرفيع أتبع باستعراض عدد من آيات الله في الخلق للدلالة علي ألوهيته‏,‏ وربوبيته‏,‏ ووحدانيته المطلقة فوق جميع خلقه‏,‏ وطلاقة قدرته في إبداع الخلق‏,‏ وجاء في مقدمة ذلك خلق الإنسان من سلالة من طين‏,‏ ثم جعله نطفة في قرار مكين‏,‏ وتتابع الآيات وصف مراحل الجنين البشري في أطواره المتعاقبة من النطفة إلي العلقة فالمضغة فالعظام وكسوتها باللحم‏(‏ العضلات‏),‏ ثم انشائه خلقا آخر‏(‏ فتبارك الله أحسن الخالقين‏).

    ReplyDelete
  2. من الدلالات العلمية للآيات الثلاث
    أولا‏:‏ في قوله تعالي‏:‏ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏*:‏
    يشبه تركيب جسم الإنسان في مجموعه التركيب الكيميائي لتراب الأرض المختلط بالماء‏(‏ أي الطين‏)‏ مع زيادة واضحة في عناصر الأكسجين‏,‏ والهيدروجين‏,‏ والكربون‏,‏ والفوسفور في جسم الإنسان‏,‏ وذلك لغلبة الماء فيه‏(54%‏ إلي أكثر من‏70%)‏ ولاستفادة النبات الذي يتغذي عليه الإنسان بغاز ثاني أكسيد الكربون المستمد من الجو في بناء سلاسل الغذاء حول ذرة الكربون‏(‏ الكربوهيدرات‏),‏ ولقدرة كل الخلايا الحية‏(‏ النباتية‏,‏ والحيوانية‏,‏ والإنسية‏)‏ علي تركيز الفوسفور ومركباته‏.‏

    ReplyDelete
  3. ويتكون طين الأرض في غالبيته من المعادن الصلصالية التي تتركب أساسا من سليكات الألومنيوم المميأة‏,‏ وتشمل عددا من المعادن التي تزيد علي العشرة‏,‏ والتي تختلف عن بعضها البعض باختلاف كل من درجات التميؤ ونسب كل من الألومنيوم والسيليكون‏,‏ أو باختلاف العناصر المضافة ومن أهمها كل من المغنيسيوم والبوتاسيوم‏.‏ وكثيرا مايختلط بالمعادن الصلصالية المكونة للتربة أو للطين نسب متفاوتة من حبات الرمل‏(‏ الكوارتز‏)‏ والفلسبار وصفائح الميكا‏,‏ وأكاسيد الحديد‏,‏ وبعض المعادن الثقيلة‏,‏ بالإضافة إلي شيء من الرماد البركاني‏,‏ ودقائق الأملاح‏,‏ والجير‏(‏ الكلس‏)‏ ودقائق الرماد الناتج عن مختلف عمليات الاحتراق‏,‏ وحبوب اللقاح وغيرها من بقايا النبات‏,‏ والبكتيريا وغيرها من الأحياء وبقاياها‏,‏ وبعض آثار الغبار الكوني وبقايا الشهب‏,‏ وغيرها‏,‏ مما يجعل من مكونات طين الأرض شيئا شبيها بمكونات جسم الإنسان‏.

    ReplyDelete
  4. وهذه الحقيقة كما تنطبق علي الإنسان الأول‏[‏ أبينا آدم‏(‏ عليه السلام‏)]‏ تنطبق علي جميع نسله الذين كانوا في صلبه لحظة خلقه‏,‏ والذين ورث كل فرد منهم شيئا من هذا التراب الأولي‏.‏
    وهذا الشيء الموروث من الأب الأول ينمو علي دماء أمه وهو في بطنها‏,‏ ودماؤها مستمدة من غذائها المستمد أصلا من عناصر الأرض‏,‏ ثم بعد ولادته يفطم علي لبن أمه‏,‏ أو علي لبن غيرها من المرضعات أو علي ألبان الحيوانات المباحة وكل ذلك مستمد أصلا من تراب الأرض‏,‏ وبعد فطامه يتغذي الطفل علي كل من نبات الأرض‏,‏ وعلي المباحات من المنتجات الحيوانية وكلها مستمد أصلا من عناصر الأرض‏,‏ ومن هنا كانت الإشارة القرآنية الكريمة التي يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏*‏

    ReplyDelete
  5. إشارة معجزة لما فيها من حقائق علمية لم تتضح لأصحاب العلوم المكتسبة إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين أي بعد تنزل القرآن الكريم بأكثر من ثلاثة عشر قرنا‏.‏
    ثانيا‏:‏ في قوله تعالي‏:‏ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين‏*:‏
    بسبب استطالة الزمن بين الخلق من سلالة من طين‏,‏ والخلق من نطفة في قرار مكين استخدم القرآن الكريم حرف العطف‏(‏ ثم‏)‏ الذي يدل علي الترتيب مع التراخي‏.
    هذه مراحل ثلاث في تطور الجنين البشري‏,‏ ميزها القرآن الكريم وربطها مع بعضها البعض بحرف العطف‏(‏ ف‏)‏ الذي يدل علي الترتيب مع التعقب والاشتراك‏,‏ وذلك لتتابعها المرحلة تلو الأخري في تعاقب سريع علي النحو التالي‏:‏

    ReplyDelete
  6. (1)‏ تحول العلقة إلي مضغة‏:‏ يستمر طور العلقة من نهاية الأسبوع الثاني إلي ما قبل نهاية الأسبوع الرابع من عمر الجنين‏(‏ أي من اليوم الخامس عشر إلي الخامس والعشرين‏)‏ وفي منتصف الأسبوع الرابع من عمر الجنين‏(‏ أي في حدود اليوم الرابع والعشرين إلي السادس والعشرين من بدء الإخصاب‏)‏ تنتقل العلقة إلي طور جديد سماه القرآن الكريم باسم المضغة وذلك ببدء ظهور عدد من الفلقات عليها تعرف باسم الكتل البدنية‏(Somites)‏ والتي تبدأ بفلقة واحدة ثم تتزايد في العدد حتي تصل إلي ما بين‏40‏ و‏45‏ فلقة‏,‏ وذلك مع تمام الأسبوع الرابع وبدايات الأسبوع الخامس من عمر الجنين‏(‏ أي في اليوم الثامن والعشرين إلي الثلاثين من تاريخ الإخصاب‏).

    ReplyDelete
  7. ونظرا إلي تعدد تلك الكتل البدنية فإن الجنين يبدو كأنه قطعة صغيرة من اللحم الممضوغ بقيت عليها طبعات أسنان الماضغ واضحة كما تبقي مطبوعة علي قطعة من العلك الممضوغ‏.‏
    ومع استمرار نمو المضغة تبدو فلقاتها في تغير مستمر في أشكالها وأحجامها ومواضعها‏,‏ ويصحب ذلك التغير شيء من الانتفاخ والتغضن والتثني تماما كما يحدث مع قطعة العلك الممضوغة مع تكرار مضغها‏.‏ ومن هنا كان الإعجاز القرآني في تسمية تلك المرحلة الدقيقة‏(‏ والتي لا يتعدي طولها واحد سم في نهاية تلك المرحلة‏)‏ باسم المضغة‏,‏ والمضغة ـ لغة ـ هي القطعة من اللحم قدر ما يمضغ‏,‏ أو التي مضغت ولاكتها الأسنان تاركة طبعاتها عليها‏.

    ReplyDelete
  8. ‏(2)‏ تحول المضغة إلي العظام‏:‏ يستمر طور المضغة من نهاية الأسبوع الرابع إلي نهاية الأسبوع السادس من عمر الجنين‏(‏ أي من حوالي اليوم السادس والعشرين إلي اليوم الثاني والأربعين من تاريخ الإخصاب‏)‏ ثم ينتقل إلي طور آخر سماه القرآن الكريم باسم طور العظام ويتم في خلال الأسبوع السابع من عمر الجنين‏(‏ في حدود الأيام‏43‏ إلي‏49‏ من تاريخ الإخصاب‏),‏ وفي هذه الفترة يبدأ انتشار الهيكل العظمي للجنين وذلك بالتكلس التدريجي للغضاريف التي تم تكونها في مرحلة المضغة حول عدد من المنابت العضوية‏.‏ وبتكون العظام يبدأ الجنين‏(‏ الذي يتراوح طوله بين‏14‏ مم و‏20‏مم‏),‏ في تحقيق استقامة جذعه‏,‏ وبروز أطراف أصابعه‏,‏ وظهور حويصلات مخه‏,‏ وفي ذلك يقول المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها‏,‏ وخلق سمعها وبصرها‏,‏ وعظامها‏,‏ ولحمها‏,‏ وجلدها‏...(‏ أخرجه كل من الأئمة مسلم‏,‏ أبو داود‏,‏ والطبراني‏).‏

    ReplyDelete
  9. ‏(3)‏ كسوة العظام باللحم‏:‏ بعد اكتمال تحول المضغة إلي عظام في نهاية الأسبوع السابع من عمر الجنين تبدأ عملية كسوة العظام باللحم‏(‏ العضلات والجلد‏)‏ في خلال الأسبوع الثامن‏(‏ من اليوم الخمسين إلي السادس والخمسين بعد الإخصاب‏),‏ ويكون طول الجنين في هذه المرحلة بين‏22‏ مم‏,31‏ مم‏.‏ وتنشأ خلايا العضلات عادة من الطبقة المتوسطة للمضغة وتخرج من بين فلقاتها ولذلك فإنها تنشأ مجزأة‏,‏ وتنتقل بعيدا عن منطقة الفلقات ثم تنمو وتتصل مع بعضها البعض مكونة أعدادا من الخيوط والألياف الأنابيب العضلية التي تنتظم بالتدريج في حزم مميزة تتصل بغشاء العظام مكونة النسيج العضلي الذي يكسوها‏,‏ والذي يتميز إلي كل من الجهاز العضلي للظهر‏,‏ والجهاز العضلي للبطن والصدر‏,‏ والرأس والأطراف ويزود كلا منها بفرع من العصب الشوكي‏.‏

    ReplyDelete
  10. خامسا‏:‏ في قوله تعالي‏:...‏ ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين
    بدءا من الأسبوع التاسع من عمر الجنين تأخذ صفاته الجسدية والشخصية في التمايز بتمايز كل أعضاء وأجهزة الجسم التي تنشط للعمل مع بعضها البعض في تناسق عجيب‏,‏ وقد كسيت العظام باللحم‏(‏ العضلات‏)‏ والجلد‏,‏ ويطلق القرآن الكريم علي هذه المرحلة اسم مرحلة النشأة وتمتد من اليوم السابع والخمسين إلي نهاية فترة الحمل في الأسبوع الثامن والثلاثين‏(‏ حول اليوم السادس والستين بعد المائتين‏),‏ ويتراوح طول الجنين فيها بين‏33‏ مم‏,500‏ مم‏.‏
    وفي هذه المرحلة يبدأ النمو بطيئا ويستمر بهذا البطء حتي بداية الأسبوع الثاني عشر‏,‏ ثم تتسارع معدلات النمو في الحجم والتغير في الشكل فتتحرك العينان إلي مقدمة الوجه‏,‏ وتنتقل الأذنان من الرقبة إلي الرأس‏,‏ ويستطيل الطرفان السفليان بشكل ملحوظ‏.‏

    ReplyDelete
  11. ولتطاول المدة بين كسوة العظام باللحم وبين إنشاء الجنين‏(‏ خلقا آخر‏)‏ استخدم القرآن الكريم حرف العطف‏(‏ ثم‏)‏ الذي يفيد الترتيب مع التراخي‏.‏
    هذه المراحل المتتالية في خلق جنين الإنسان لا يعرف علم الأجنة في قمة من قممه اليوم لأي منها اسما محددا‏,‏ ولا وصفا محددا‏,‏ ولايميزها إلا بأيام العمر‏.‏ وسبق القرآن الكريم بوصفها وتسميتها‏,‏ في مراحلها المتتالية بهذه الدقة العلمية المذهلة‏,‏ وبهذا الشمول والكمال في زمن لم يكن متوافرا فيه أي من وسائل التكبير أو الكشف المستخدمة اليوم لمما يقطع بأن القرآن الكريم لايمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية وإلي أن يرث الله‏(‏ تعالي‏)‏ الأرض ومن عليها حتي يكون حجة علي الناس كافة إلي يوم الدين‏,‏ كما يشهد ذلك للنبي والرسول الخاتم الذي تلقي القرآن الكريم بالنبوة وبالرسالة‏.‏ وبأنه كان دوما موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏,‏ فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه‏,‏ ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين والحمد لله رب العالمين

    ReplyDelete